No Script

سافر إلى ذاتك

الشكوى وشاكيها!

تصغير
تكبير

«ما عندنا حظ، كل الظروف ضدنا، ما عندنا قوت يومنا، ما عندنا فرص وظيفية»... وغيرها من الشكاوى التي نسمعها يومياً أو نراها كتابياً في وسائل التواصل الاجتماعي، أو تُنقل لنا كصورة في الفيديوهات المتداولة.

فالشكوى إما طُعم يوجهنا كمتلقين للشعور بالإحباط واليأس، وإما أسلوب القوة الاجتماعية عند بعض الذين يبحثون عن إثبات وجود، ومع ذلك تظل الشكوى هي الأكثر ردوداً للأفعال التي تؤذي النفوس والأفكار والقلوب.

وما لا نعرفه عن الشاكي كشخص، وعن شكاواه كموضوع، هو أن الشاكي ينقسم إلى نوعين:

النوع الأول: شاكٍ يشكو حباً في الشكوى، وهو النوع الذي يتذمّر من كل شيء، ويرفض الحلول المقترحة، خوفاً من إصلاحها، الذي إن حدث ستختفي شكواه، وإن اختفت ما الذي سيشتكي منه بعد ذلك؟

إنه شاكٍ رافض للتغيير... مُحب للتدهور، غير راغب في التطور، مثل شخص يشتكي من ديونه: «طيب اعمل مشروع... ما عندي فلوس/ شارك أحدهم... ما أثق بأحد/ استثمر هواياتك واجعلها مصدر دخل... مالي خلق/ اعمل خطة مالية تقلل مصروفاتك... ما أقدر أعمل في حرفة/ أساعدك...لا مستحيل»!

إذاً لماذا تشتكي؟ أنت لا تريد أن تسمع أو تطبق حلول التغيير، أو يقول لك جرّبت كل شيء ليقفل عليك كل الأبواب وكل الاقتراحات... والحقيقة لا يوجد إنسان في العالم جرّب كل شيء ولم ينجح في شيء، فالنجاح تراكمي.

أما النوع الآخر: هو الشاكي الذي يتلذذ بالشكوى، وعنده كل شيء، ولكنه يستمتع بشعور أنه يشتكي، مثل زوجة سعيدة ومرتاحة مع زوجها، دائماً تشتكي لأبنائها: «أبوكم ما يدري عني»، والأبناء مصدمون لأن والدهم حنون وعطوف، ولكن أمهم تحب لفت الانتباه لها بالشكوى، هذا النوع يحب لفت الانتباه، بهدف: (انظروا لي أنا مهم وموجود)! فهو يشعر أنه مظلوم دوماً، ولا أحد يفهمه.

فما الحل مع النوعين؟: الأول اتركه لا تعطيه حلاً، كي يبحث بنفسه عن حل، وفي الغالب لن يبحث عنه!

الثاني: اجعله مصدر اهتمام، ودعه ينتبه إلى حقيقة ما يشتكي مثل: «شفيك قاعد تقول شيء مو صج»، وإن الاستعانة بمختص ستساعد النوعين بالتأكيد.

وأخيراً: احذر من الشكائين المتذمرين... أصحاب النظارات السوداء في رؤية الحياة، لأنك إن لم تصب بالعدوى من شكواهم، قد تكون قد أصبت بها من سلوكهم الشاكي.

‏Twitter،Insta; @drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي