No Script

خواطر صعلوك

المركب مالت... يا ريس!

تصغير
تكبير

صديقي فؤاد، كان يستطيع أن يأكل زجاج نوافذ جناح الصف السابع، الذي كان يجمعنا في المرحلة المتوسطة... وليس هذا فقط ما كان يجعل الجميع يستغرب، فهو يستطيع أيضاً أن يشرب ٣ لترات من البيبسي، من دون أن يرف له جفن، ويُخرج خروفاً من حقيبته المدرسية ويأكله نيئاً أمام عينيك في الحصة الأخيرة يوم الأحد.

وكان المعلمون المصريون يطلقون على فؤاد لقب «الرَّيس»، لأنه كان المُتصدر لكل الأنشطة المدرسية، رغم ضعف مهاراته، إلا أن ثقته في نفسه تشبه ثقة القادة والملهمين التاريخيين.. بصراحة «الواد ده عليه كاريزما جامدة»؛ هذا ما كان يقوله الأستاذ «يحيى»معلم الرياضيات!

وكان فؤاد هو الذي يُحيّي العلم، وذات يوم قرر - بعد أداء تحية العلم الصباحية - أن يشدو بأغنية وديع الصافي، وغنينا معه، فهو يقول «عندك بحرية...» ونحن نردد «يا ريس»

سمرة وشرقية... يا ريس

والبحر كويس يا ريس

وصلني حبيبي يا ريس.

ورغم أن مدير المدرسة لم يتسامح معه، إلا أننا جميعاً اعتبرناه «ريس» حقيقي، لأنه تحمل عواقب المسألة وحده.

ذات يوم وفي إحدى مراجعاتي الحكومية، سمعت مراجعاً يسأل موظفاً عن معاملة، فقال له الموظف بصوت آلي: لسنا القسم المختص.

واستغربت لماذا لم يُرشد المراجع إلى أي الأقسام يتجه، وفي لحظة ذهنية في رأسي اعتبرت هذا الموظف، قد وصل إلى أعلى مراحل تحييد الأخلاق عن العمل، وأنه كائن لديه استجابة بيروقراطية رشيقة وسخيفة في الوقت نفسه... التفتُ إلى الموظف والغيظ يملأ صدري، ففوجئت بفؤاد... ثرثرنا عن ذكريات الدراسة، وأجمل أيام العمر، وعن الأستاذ رمضان معلم اللغة العربية، وعن حادثة الإذاعة المدرسية... وقلت له لو رجع بك الزمن هل تعيد الكَرّة مرة أخرى؟

قال: نعم، ولكني سأُغير الكلمات إلى:

عندك بحرية... يا ريس

المركب مالت... يا ريس

والمجلس فالت... يا ريس

امشي وطير بينا... يا ريس.

Moh1alatwan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي