No Script

خواطر صعلوك

القارئ الجيد للرواية

تصغير
تكبير

بدر العثمان قارئ جيد للرواية... لطالما اعتبرته من القراء الجيدين، الذين أستشيرهم في التحليلات النقدية والتأملات الشخصية في فن الرواية.

كتب على حسابه الشخصي في تويتر فقال:

- ‏شعور غريب جداً، حينما تشتاق إلى شخصية ما تعرفت عليها في رواية... شعور غريب!

- الروائي الذي يتمكن من خلق شخصيات، تنجح في بناء علاقة مع قرائه هو فنان من الطراز الأول!

- شخصياً افتقدت كثيراً شخصية يونس وكذلك نهيلة... أبطال رواية باب الشمس.

استوقفتني هذه التغريدات من طائر لديه الكثير جداً... ولكنه لا يجرؤ.

القارئ الجيد يبني علاقات مع الشخصيات داخل الرواية والاحتفاء بالمكان والحالة الروائية... و‏الرواية الجيدة تحتاج إلى قارئ جيد، فالنص يحيا بين طرفين، فيونس ونهيلة من أبناء خيال القارئ كما خيال الروائي، والخيال الجيد من سمات القارئ الجيد.

أحب القارئ الذي يحرص على مقابلة «عاشور الناجي»، وليس نجيب محفوظ، القارئ الذي يحرص على اقتناء وعي الشخصية، وليس اقتناء توقيع الكاتب وإهداء خاص من الروائي.

فالفرق بين القارئ الجيد للرواية وبين الناقد الجيد للرواية، أن الأول يُحب الشخصيات والثاني يُحب المؤلفين!

الأول يُحب الخيال، والثاني يُحب اللحم والدم.

في الحقيقة أنا لست قارئاً جيداً للرواية، ولست ناقداً حريصاً على العلاقات مع مؤلفيها... ومنذ مدة قريبة أهديت أصدقائي المقربين والعابرين في الشوارع البعيدة كل الروايات التي قرأتها على مدى عشرين سنة... ونسيتها كلها، ولكني رُغم ذلك أُشجع«اللعبة الحلوة والحبكة الحلوة» والتشبيه المُتفرد والتأثيث الروائي البسيط البعيد عن «هوس العمق».

فليس لدي هوس لنادي كرة أو شخصية سياسية، ولا شخصية روائية، ولا روائي مُعجب به حد أن أضع اقتباسات مقولاته على«كوشيات» أرائك منزلي!

الكُتب التي التهمت والدي، هي رواية لأفونسو كروش، تحكي قصة قارئ جيد التهمته الشخصيات الروائية، يقول فيها إن قراءة الأشياء - سواء مقال أو رواية أو مواد دستور - يمكن أن تتكون من طوابق عدة، فهناك قراءة أوّلية، وسطحية، وقراءات أخرى أكثر عمقاً، وأن الطابق الأرضي لا يليق بالأدب، فلابد من وجود طوابق متراكمة وسلالم وأدراج، حروف في الأسفل وحروف في الأعلى... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي