No Script

أضواء

هنغاريا تتمرّد على قوانين المثليّة الأوروبية

تصغير
تكبير

تعتبر هنغاريا، الدولة الأوروبية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، التي ترفض تطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي في ما يخص حقوق المثليين (LGBT)، لكونها تتعارض مع تعديلات دستورها التي أقرت في العام 2020، والتي لا تعترف ولا تسمح بالأسرة المثليّة، وتؤكد على أن أساس الأسرة هو الزواج، وأن العلاقة تقوم بين الوالدين والأبناء، والأم هي المرأة والأب هو الرجل.

كما أقرّت الحكومة الهنغارية قانوناً يمنع التثقيف المثلّي في مدارس التعليم العام أو الأفلام أو الدعايات لما تحت 18 عاماً بهدف حماية الأطفال من تداعياتها على صحتهم النفسيّة. لم يتحمّل الاتحاد الأوروبي القوانين الهنغارية وبادرت رئيسة المفوضيّة الأوروبية أورسولا فون ديرلاين بوصفها (عاراً)، بل وتعتبر ذلك مخالفاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان!

وتستعد المفوضية الأوروبية باتخاذ إجراءات عقابية ضد هنغاريا، لثنيها عن الاستمرار في تطبيق قوانين مكافحة المثليّة، ومن تلك الإجراءات حرمانها من حقوق المشاركة بالتصويت، ومن الحصول على مساعدات مالية إنعاشية لمواجهة تداعيات وباء كورونا.

فإذا كان الاتحاد الأوروبي يعامل أحد أعضائه بهذه الطريقة التعسفيّة، متحدياً إرادة الشعب الهنغاري، فماذا عساه أن يفعل مع دول العالم خصوصاً الثالث منها؟ سيحاول الاتحاد الأوروبي جاهداً مع الولايات المتحدة بالضغط عليها، تحت مبرر حقوق الإنسان من أجل فرض قوانين المثليّة، وسيعمد إلى استخدام وسائل التواصل التي يتحكم بخوادمها من أجل الدعاية في نشر ثقافة المثليّة في مجتمعاتها، ولن يستثنى من ذلك المجتمعات المسلمة، وقد عرضت إحدى حلقات برنامج (شارع السمسم) الأميركي بمناسبة (يوم العائلة) خلال (شهر فخر المثليين)، دعاية من هذا القبيل للتعريف بالعائلة المثليّة، حيث تُفاجئ شابة الأطفال وهي تدخل عليهم بتحيّة ساخنة ثم تقدم لهم أخيها (ديف) وزوجه (فرانك) وابنة أخيها (سوبرينا)! ويبدو أن الثنائي المثليّ لم يكتف بالزواج فقط بل تبنى طفلة بريئة ستتألم نفسياً طول حياتها من هذا الشذوذ، الذي لا يتفق وفطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها.

ومن الخطورة تقبّل مثل هذا الشذوذ تحت ذريعة حقوق الإنسان، لأنه وباء اجتماعي يراد فرضه على المجتمعات الإنسانية لنسف مفاهيم الأسرة الصحيحة القائمة على الثنائية الجنسية بين المرأة والرجل.

فلا يمكن أن يمنح التقدّم العلمي والتكنولوجي الغربيين الحق في تشكيل حياة البشر الاجتماعية، فحياة الغربيين تفتك بها الأمراض النفسية ومشاكل التفكّك الأسري والانعزالية الفردية والإدمان على الكحول والمخدرات، ودمار الانسلاخ من القيم الأخلاقية، وكانوا سادة الحرب العالمية الأولى والثانية، وهم على استعداد للدخول في الثالثة وحرق من على الكرة الأرضية، إذا تطلّب الأمر ذلك وهم بذلك ليسوا أهلاً في تقديم دروس في الإنسانية للبشرية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي