No Script

رسائل في زجاجة

لا تكن رأساً

تصغير
تكبير

إن أي مسؤول «مدير أو وكيل وزارة أو وزير أو رئيس الوزراء»، يعدّ رأس الجهاز وقدوته، فيتوقف أداء هذا الجهاز على مدى إدراك هذا المسؤول مهما كان مسماه، فمن الأشخاص من يقاتل من أجل الوصول إلى المنصب أو القيادة، وهو ليس بقادر عليه، لأن القيادة أو المنصب مسؤولية عظيمة يحاسب الله عليها من تقصير أو إساءة أو فساد قبل محاسبة النفس والناس.

إن المنصب أو ما يسمى بالكرسي لن يدوم لأحد «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك»، فلنتقِ الله بما منّ علينا من رجاحة العقل والدين في خدمة البلد والمواطنين، وإنها لأمانة عظيمة عجزت السموات والأرض عن حملها وحملها الإنسان، متفاخراً بقدرته ومتساهلاً في حمايتها ومقصراً في أداء واجباتها.

فكما يقال لا تكن رأساً فإن الرأس كثير الأذى أو الآفات، فكان الأولون يتهربون من الولاة عند اختيارهم لتوليّ مناصب القضاة وأمناء بيت المال، مخافة من الزلة وغضب الله. مع الأسف فإن ما يحصل الآن هو التسابق والتقاتل لنيل المناصب، واستخدام كل الوسائل المباحة وغيرها ومن الواسطات، لنيل المناصب القيادية وغيرها من رئاسة الإدارات والوزارات أو حتى الوصول إلى منصب نائب عن الأمة في مجلس النواب، والشعب والأمة، بقصد الانتفاع من هذا المنصب أو تفضيل جماعته وأقربائه في تعيينهم بمناصب أو إعفائهم من الدوام لمدد طويلة، إنها مسؤولية عظيمة يحاسب الله عليها مَن خانها أو أفسد فيها، وله الأجر من صانها وراعها حق رعاية، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فيسروا ولا تعسروا.

فيا ايها الوزير في منصبه خذ الأجر من الله أولاً ثم من المواطنين، الذين تحت مسؤولية وزارتك، وأنت أيها المدير اتقِ الله في عملك، وفي خدمة المراجعين، مهما كانت انتماءاتهم القبلية والطائفية، فالناس سواسية في المعاملة.

فمن بيده الاختيار فليختر القوي الأمين لتطوير البلد ورفعة مكانته، واستخدام كل الوسائل المتاحة لرفاهية المواطن والرقي في التعامل، والارتقاء في مستوى مؤشرات الجودة للوطن، وأن يختار البطانة الصالحة التي تضع مصلحة الوطن والمواطن في المقدمة، ولكن يؤسفنا ما يحصل من اختيار بعض المسؤولين بناءً على محسوبيات معينة، أو لإرضاء البعض وفي النهاية سوء الادارة والتخطيط، والتخبط في اتخاذ القرارات وغيرها من الفساد المالي والإداري، والمصيبة العظمى إذا كان هذا المسؤول الفاسد يقوم باختيار المسؤولين وتقييم أداء الادارة... فهناك من الوزراء والمسؤولين ونواب الأمة الذين قدموا استقالاتهم مخافة من الله ولعدم السير في طريق لا يرضاه للوطن أو المواطن.

M. Aljumah

kuwaiti7ur@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي