No Script

سافر إلى ذاتك

فَقد قلبك

تصغير
تكبير

هل زارتك يوماً مشاعر لا مناسبة لها؟ كحزن مفاجئ! أو فرحة بلا سبب!... أو ضيق صدر لا مبرر له!

بالتأكيد إنه أمر طبيعي نمرّ به جميعنا... ورغم ذلك ما زلنا نتقن ردّات الفعل تجاهه، من دون أن نعرف السبب.

الذي هو بسيط بعض الشيء... ومعقّد بعض الشيء... وبين البسيط والمعقّد يكمن هذا الشيء... إنها المشاعر المهملة التي تجاهلتها... ظنّا منك أن تجاهل المشاعر هو علاجها... عزيزي القارئ مع خالص أسفي أخبرك أن المشاعر التي تتجاهلها تقتلك!

كيف ذلك؟

إن تراكم شعور معين كشعور الخوف مثلاً... يؤدي إلى حالة عالية من القلق، التي بدورها ستفتح مصراعي بوابات الأمراض النفسية والعضوية... لتقدّمك فريسة لها، والمذنب به هو (أنت)، إذاً ما الحل الواقي... لكل ذلك؟

الحل موضوع المقالة: (تفَقد قلبك)، اهتم بكل شعور تشعر به... وقم بمعالجته في اللحظة ذاتها... من دون تأجيل أو تسويف... حتى لا يتراكم ويدمّرك، كيف ذلك؟ إن شعرت بالحزن من موقف معين... احزن... وابكِ... وإن لم تبك تباك... إن شعرت بالقلق اقلق لتتخلص منه لا تهمل القلق... إن شعرت بالفرح... افرح واسعد، ولا تهمل الفرح بحجة مآسي الماضي... اهتم بكل شعور تشعر به وعشه كلحظة مجردة من ماضيها ومستقبلها.. لتخرج كل طاقاته فتتخلص منه... وإياك إياك أن تهمله... وتتكابر عليه... فتفقد عندها كل مؤشرات التنبيه التي تشبهه في المستقبل... فلو عدنا إلى مثالنا الأول... وهو أن تشعر بالحزن... وتهمل الحزن... وتقاوم رغبتك في البكاء أو العزل... مع تكرار هذا الإهمال، ستجد نفسك لا تفهم ما الحزن أصلاً... تتمنى البكاء ولا تستطيع... تتمنى أن يرشدك أحد إلى «كيف تكون حزيناً»، لتتخلص منه... ولن تجد لطلبك مجيباً أو لرغبتك مأوى... فالعقل تبرمج على إهمال هذا الشعور... والمضحك الساخر حينها... أنك - وبصورة لا إرادية - ستتصرف بحماقة في مواقف الحزن... فقد اختفى تعريف مفهومه في جسدك وسلوكك... وحلّ محلّه مفهوم آخر لا علاقة له بالحزن... الذي صار لا شعور أصلاً... كالضحك على المواقف المؤلمة، كردة فعل لشدة الحزن... فتصبح بذلك شخصاً غريب الأطوار... يعبّر تعابير عكسية... ولا عزاء للإحراج وقته.

وكل ذلك بسبب بسيط جداً، وهو إهمال المشاعر الأصلية، ولأنك لم تتفَقد قلبك يومياً... فالشعور يحتاج التدارك السريع...فان لم تدركه... أدركك واختفى... وأتى شعور آخر مكانه... يحرجك مع نفسك قبل الجميع.

عزيزي الإنسان أرجوك (تفَقد) قلبك، قبل أن (تفقده).

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي