No Script

مرئيات

سياستنا النفطية الى أين؟

تصغير
تكبير

الكويت بلد مصدره الوحيد هو النفط،الذي يشكّل أكثر من 90 في المئة من إيرادات الدولة، لذا كان هناك اهتمام خاص من الدولة بالقطاع النفطي على مرّ الحكومات المتعاقبة.

وكما النفط هو المصدر الوحيد للدخل فإن الإنسان هو الثروة الحقيقية لأي بلد، لذا تهتم البلدان بالإنسان وتأهيله وتدريبه للاستفادة منه في خدمة بلده. للأسف الكويت قد تكون استثناءً لهذه القاعدة. يفترض في دولة مصدرها الوحيد هو النفط وتنتجه وتكرره وتبيعه منذ عشرات السنين، ولديها كلية متخصصة في هندسة البترول، خريجوها بالمئات كل كورس، وكليات تقنية في الهيئة العامة للتطبيقي تخرج الآلاف من حملة شهادات الدبلوم في هندسة البترول وفنيين مؤهلين للعمل في القطاع النفطي.

بعد هذا كله يخرج الينا وزير النفط بتصريح يقول فيه: (نقص الكوادر والخبرات المحلية وراء تجديد عقود الوافدين)، يا معالي الوزير أيعقل هذا التصريح، أيعقل ونحن بلد نفطي اعتماده الوحيد على النفط،ولدينا هذا العدد الهائل من الخريجين بمختلف الشهادات، لنكتشف أنه ليس لدينا خبرات ولا إمكانات محلية حتى نضطر للجوء إلى الوافدين.

هذا التصريح يجعلنا ندق ناقوس الخطر على سياستنا النفطية، هل لدينا خطط واضحة لتطوير هذا القطاع الحيوي، هل لدينا استثمار حقيقي في شبابنا وتنمية خبراتهم وتطوير قدراتهم. أتمنى من معالي الوزير وقيادات القطاع النفطي الاهتمام بالإنسان الكويتي وتأهيله وتدريبه وإعطائه فرصة.

هذه الأيام تم الإعلان عن نتائج القبول في القطاع النفطي... الكل يشتكي من صعوبة الامتحان، وكأن هناك تعمداً لتطفيش أبناء وبنات الكويت، وعدم إعطائهم فرصة للعمل في هذا القطاع الحيوي.

جميع الدول الشقيقة المجاورة تولي أهمية قصوى للثروة البشرية الحقيقية، من خلال الإيمان بقدرات أبنائها واعطائهم فرصة الإبداع والتميز.

بعض الدول النفطية باتت مستعدة أصلاً لمرحلة ما بعد النفط، ونحن لسنا مستعدين أصلاً لمرحلة النفط وخيراته، فكيف لما بعد النفط ؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي