No Script

حروف نيرة

شهر يغفل الناس عنه

تصغير
تكبير

يقول رسولنا الكريم في فضل صيام التطوّع: (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله تعالى وجهه عن النار سبعين خريفاً)، وقد وردت أحاديث عديدة في فضائل تلك العبادة، كما في قوله عليـه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به)، فقد خص الله تعالى الصوم، وأضافه إليه عز وجل إضافة تشريف؛ لما في الصوم من فضل، ولما فيه من أسرار، وقد جمعها الإمام ابن قدامة عندما قال: «وإنما فضل الصوم لمعنيين: أحدهما: أنه سرّ وعمل باطن، لا يراه الخلق ولا يدخله الرياء، الثاني: أنه قهر لعدو الله؛ لأن وسيلة العدو الشهوات، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب، وما دامت أرض الشهوات مخصبة، فالشياطين يتردّدون إلى ذلك المرعى، وبترك الشهوات تضيق عليهم المسالك»، وقال الإمام النووي في شرحه: إنه بيان لعظم فضله وكثرة ثوابه؛ لأنه تعالى إذا أخبر بأنه يتولّى بنفسه الجزاء اقتضى عظم قدر الجزاء وسعة العطاء.

وقد كان رسولنا يكثر الصيام في شهر شعبان، لأن صيامه كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يكون في صوم رمضان مشقّة وكلفة، بل يكون قد تمرّن الإنسان على الصيام واعتاده، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط؛ ولأن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله عزّ وجلّ، وقد يغفل الناس عن صيامه، كما في الحديث الشريف: ( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)، ولا تقتصر الخيرات على الصيام، فيستحب الإكثار من الطاعات والنوافل والصدقات وقراءة القرآن الكريم في هذا الشهر العظيم، الذي ترفع فيه أعمالنا إلى الله عزّ وجلّ، وفي ذلك يقول العلامة ابن رجب: لمّا كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي