No Script

خواطر صعلوك

حتى وإن كنت وحيداً...

تصغير
تكبير

أول رحلة يقوم بها شعب بأكمله، للبحث عن الحرية في تاريخ البشرية، كانت رحلة بوحي من الله تعالى.

في عام 1250 قبل الميلاد، خرج العبرانيون بقيادة موسى عليه السلام نحو البحر.

لقد اعتاد بنو إسرائيل الذلّ والهوان، وضحّوا بحريتهم أمام الفرعون... واعتقدوا أن التنازل عن الحرية يجلب لهم الأمن... فلم يستحقّوا أياً منهما (الحرية والأمن).

حتى قال الله تعالى كلمته... فوُلد موسى. وعلى الماء طفى رضيعاً فأخرج النهر إحدى يديه، وبرفق وضعه على اليم... وإلى البحر انطلق محرراً ونبياً، فخالف البحر حتمية الطبيعة، وفَتح له قلبه... لقد كان موسى دائماً واثقاً في الماء.

انفلق البحر ليعبروا... يسير موسى وخلفه المستضعفون المتلهفون الحائرون المتعجّلون... والأطفال الذين يحبّون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلاً، مدّوا أياديهم وتلمّسوا بأطراف أصابعهم جدار الماء... أحدهم كاد أن يمسك سمكة، وأطفال رغبوا في التوقّف قليلاً للتأمّل، ولكن أمّهاتهم جَررنهم... بعضهم أراد أن يغني ولكنه صمت... لقد كان الأطفال مبهورين بمعجزة «الأكواريوم» الكوني... أما الكبار فقد كانوا في مكان آخر.

في الضفة الأخرى من البحر، وجدوا قوماً عند الشاطئ يعبدون شجرة. نظر موسى إلى قومه... وعرف في عيونهم أنهم اشتاقوا للعبودية المزيفة... وسرعان ما قالوا له «اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة».

كانت أقدامهم لا تزال مبللة من أثر العبور... وللتو تذّوق أحدهم طعم ملح البحر من يديه... وللتو خرجوا من معجزة... عاجزين عن رؤيتها! لقد كان موسى في هذه اللحظة هو أقوى شخص على وجه الأرض... لأنه كان يقف وحيداً أمام من نسوا نعمة الله عليهم... وليس وحيداً من يملك أفكاراً عظيمة.

@Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي