No Script

حروف نيرة

عنف وتسلط الآباء

تصغير
تكبير

لا شك أن كل أب يتمنى أن يرى ولده ناجحاً سعيداً في حياته، ويرتبط ذلك بالتربية الحسنة وطيب التعامل، إلّا أن بعض الآباء يلجأ إلى التسلّط والعنف والصراخ والمعاملة بقسوة ظناً منه أنها الطريقة المُثلى للتربية وبناء البيوت، بينما هو أسلوب يُخالف القيم والأخلاق ويهدم البيوت ويسبّب الفشل في حياة الأبناء.

الأب المتسلّط يعتبره أولاده إنساناً بلا عواطف، ويبدأ عندهم الكره والحقد تجاهه، ويصل بهم ذلك إلى العقوق، ورفض البقاء معه، والرغبة في الهروب من البيت... فالولد يتأثر بالعنف والإهانة والتوبيخ وألفاظ التحقير والضرب، فهي طرق خاطئة فاشلة، تُشعر الابن بالدونية والتعاسة، والرضا بالذلة والمهانة التي تُدمر نفسيته، فيميل إلى العدوانية خارج البيت؛ لتفريغ ما يُلاقيه من تسلط، ويظل في معاناة مدى الحياة، كما أنه يصير ضعيفاً في حياته الزوجية لا شخصية له.

ومن أبرز أسباب تسلط الوالدين ضعف الوازع الديني، والجهل، وقلة الوعي لديهما أو أحدهما، أو اضطراب العلاقة الزوجية... وينبغي أن نعلم أن التأديب يكون بالطريقة المناسبة، لا بالأسلوب البعيد عن تعاليم التربية الصحيحة، وأوله منحهم الكثير من الحب والعاطفة، وتشجيعهم على الاعتماد على النفس، والحفاظ على علاقة طيبة بين الأب والأم، فالأبناء لا يحبون الصراعات خصوصاً بين الأبوين، ويستطيع الأب أن يتعلّم مهارات التربية، وقد تيسّر ذلك من خلال برامج ودورات تعليمية تؤهل الآباء لتوجيه الأبناء، وكلما زاد المستوى التعليمي، كانت التربية أفضل؛ فالأب يجتهد في ذلك حتى يكون أكثر وعياً في كيفية إبعاد الأولاد عن السلوكيات الخاطئة التي يرتكبونها من آن لآخر، فلا يُعاقب ابنه من دون معرفته للخطأ الذي قام به، فالواجب أن يبدأ بمناقشة الخطأ ومعرفة أسبابه، فينصحه، ويبيّن له استياءه حتى يشعر الابن بالذنب معنوياً، فإن لم ينفع ذلك بدأ بحرمانه من الأشياء المفضلة المحببة للابن، كالأجهزة الإلكترونية، حتى لا يُكرر الابن الخطأ مرة ثانية، فهي طرق فعّالة تجعل الابن يسير في الطريق السليم الذي ينفعه ومن أجل إرضاء الأبوين؛ فأسلوب العقاب لابُد أن يكون معتدلاً بعيداً عن العنف والقسوة.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي