ولي رأي

دخلت خائفاً وخرجت مفتخراً

تصغير
تكبير

حسب الموعد المحدد في اليوم والساعة، دخلت مركز التطعيم المتواجد في أرض المعارض، وفي نفسي شيء من الخوف والتردّد، من كثرة ما قرأت وسمعت من إشاعات، تبعت إشارات التوجيه من المدخل الخارجي حتى وصلت مبنى قاعة تطعيم كبار السن، أجلسني أحد الشباب حفظه الله على كرسي متحرك ومضى بي إلى مكان الاستقبال، طلبت مني شابة من بناتنا الكويتيات الاطلاع على الرسالة المرسلة إلي، فحدّدت لي الطريق والغرفة التي سآخذ التطعيم فيها، وطلبت مني اتباع اللون الأحمر على الأرض للوصول إلى غرفة رقم 10.

وهناك سألتني الممرضة عن الأمراض التي أعاني منها والأدوية التي أتناولها بعدها أخذت التطعيم، عدت إلى الصالة لأستريح عشر دقائق، وخلال هذه العشر دقائق بدأ الخوف يتسرّب، ويحلّ مكانه شعور بالفخر والسعادة، لما أسمع وأرى من كلمات الشكر والامتنان من المراجعين، والترحيب من العاملين في هذه الصالة، وغابت عنّا كلمات التذمر والشكوى وعدم الانتظام في تخطي الدور أو الملل، وأدركت بأننا شعب عريق وحضاري وأن صالتنا هذه كأنها إحدى الصالات الموجودة في اليابان أو سنغافورة، اللّتين يضرب بهما المثل في النظافة والنظام.

إن من خطّط ونفذّ هذه المباني وجهزها بالأدوات والمعدات، واختار ودرّب هذه الكوادر البشرية من أطباء وممرضين وإداريين، فاق جهده وذكاؤه في المعركة ضد الوباء القاتل، الجهد والوقت والزمان الذي أخذه الجنرال نورمان شوارسكوف قائد عملية عاصفة الصحراء التي حررت الكويت، فالجنرال انتصر في حرب ضد عدو يراه ويسمعه، وبجيش تكوّن من اثنين وثلاثين دولة، بينما قائد معركتنا مع وباء كورونا يقاتل عدواً لا يُسمع ولا يُرى ويَقْتُل بصمت، مستعيناً بجيش من الشبان والشابات المتطوعين من أبناء الكويت وبعض المقيمين.

كل الشكر والامتنان لهؤلاء الشبان والشابات، والمشرفين على هذه العملية وكل المقيمين عليها.

وبعد أن عدّتُ إلى البيت اتصلت بالدكتور فوزي الخواري - أحد قياديي هذه الحملة - لأشكره على ما رأيت وما شعرت به من فخر، وتمنّيت له الانتصار وتحقيق الأهداف المرجوة.

إضاءة:

إن من لا يحترم العاملين في وزارة الصحة، بدايةً من معالي الوزير باسل الصباح، وحتى أصغر موظف فيها، لا يمثلني بل يمثل من انتخبوه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي