No Script

سافر إلى ذاتك

كم سلوكاً داخلك؟

تصغير
تكبير

أيهما أفضل يا ترى أن تكون واقعياً حدّ الجدية... أم حالماً حد الجنون... أم عنيداً حد الحدية... أم سلساً حد الاستغلالية؟

ترى هل سألت نفسك يوماً أي ممّا سبق هو الأفضل لك؟

بالطبع قد يكون الأفضل لك مختلفاً عن الأفضل لي، إلّا أن طرح السؤال هذا وترتيب كل ما سبق أمر يستحقّ التوقف النفسي مع أنفسنا، أو بمعنى قريب أكثر يستحق التوقف النفسي لأنفسنا!

وبين التناغم الطبيعي الممزوج بنكهة الثقافات المختلفة، السارية في دماء كل منا كان الطرح التالي هو أكثر عمقاً لنا:أن نكون أحد هذه الأشياء دون غيرها؟

نختار واحدة منها! من وضع قانون الاختيار هذا؟! وعند كل تلك الأسئلة أجد أن جميعنا / جميعهم، وجميعهم يتأصل بنا حسب من هو في الموقف، ليرى من نحن في ذلك الموقف وبأي شكل منا.

عزيزي القارئ... فكرة أن الإنسان له احتمال واحد للسلوك، وهمية ومخادعة جداً، فجميعنا رائع مع من نحبّ، حازم مع أولئك الذين لدينا خبرات سابقة ومزعجة بعض الشيء معهم، وغير مبال لبعض الظروف التي مللنا انتظار قدومها، أو مع أولئك الذين مللنا مسامحتهم وانتهت أرصدتهم الشعورية، وقد نكون عنيدين جداً عند الذين لا يروننا بصورنا الحقيقية، أو أولئك الذين يشكّكون في قدراتنا... نعم لو نظر كل واحد يقرأ هذه الكلمات لنفسه، لوجدها في الكلمات السابقة هنا وهناك، لوجد نفسه مختلفاً كل مرة باختلاف من أمامه، وما هي خبراته عن الحياة، لوجد نفسه مع الرائع كان رائعاً، ومتكبراً مع ذلك المتكبر، وبسيطاً مع البسطاء، هذا إن كان الإنسان يطبّق نظرية الاتزان، وهي وضع الاحتمال الصحيح مع الأشخاص الذين يشبهون هذا الاحتمال الذي هو فيه، أما في حالة الإعاقة النفسية - كما أسمّيها - فإنك تكون احتمالاً واحداً مع كل الأشخاص، هذا يعني أنك ستسمح لنفسك ألّا تتوافق مع استجاباتها الحقيقية فتعيش كذبة احتمال في ردّات فعل كاذبة.

لذلك المرونة أمر مطلوب لنعيش حياة سوية، وإيّاك بالاقتناع أنك يجب أن تعيش عنيداً لأنك شخص عنيد، أو حالماً لأنك شخص حالم، لا يوجد شخص في العالم نمطه واحد في كل حال وفي كل ظرف، لذلك لا تقيد نفسك تحت حجة هذه شخصيتي! كل شيء في الحياة غير مستقر وغير ثابت، لذلك تعامل مع سلوكك كالصيدلية النفسية.

في كل حالة في الحياة، الدواء مختلف والسلوك مختلف، يحكمه خبراتك ومن الذي أمامك وما هو رصيده عندك. وتأكّد: كل إنسان له رصيد عندك داخل تحت عنوان (الرحمة الإنسانية).

كن أنت واسمح لسلوكياتك المتقلبة أن تكون.

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي