No Script

رواق الفكر

مشاهدات الطفولة (1 من 2)

تصغير
تكبير

أعود إلى صباي حيث مدرسة ابن ماجد الابتدائية في مدينة الأحمدي الجميلة، وما زالت موجودة الآن بقرب نادي الشباب الرياضي...

وتتكون من ثلاثة أدوار!

وهي كبيرة جداً وبها ساحات فضاء وحديقة للحيوانات الأليفة والمزروعات.

والتلاميذ متفاوتو الإعمار في الصف الواحد.

وما زلت أذكر مكتبة المدرسة المليئة بالقصص الملوّنة والمصورة في زاوية المدرسة، وهي مفتوحة للأطفال، وكان من ضمن الجدول الدراسي حصص لزيارتها، حيث يقوم أمين المكتبة باستقبالنا ببشاشته المعهودة والمرحبة والمشجعة لنا، لقد كانت مطالعة حرة مع توجيه خفي مدروس.

والجميل أن حصة اللغة العربية والتعبير كانت حواراً ونقاشاً حول ما كنا قد قرأناه.

وقد استفدنا كثيراً من تلك المرحلة؛ أعتقد أن التعليم وقتها كان رافداً حيوياً في بناء الكويت الحديثة... وبالفعل مدارس زمان مختلفة ومخرجاتها أيضاً مختلفة، وأكثر ما شدّني حجم الأنشطة الصفية وغير الصفية في مدارس أيام زمان.

أنشطة المسرح وكرة القدم ومسابقات الشعر واللغة والقرآن وأنشطة الإذاعة والموسيقى، كما كانت رحلات الطلاب العلمية وأنشطة الكشافة، وبرنامج مع الطلبة وغيرها كثير خصوصاً في المرحلة المتوسطة.

وكم كان مؤثراً ما يسمى بمسرح العرائس، وهو يقوم على استخدام الدمى بأسلاك متصلة بيد المعلم، خلف الصندوق يحركها مع أصوات ذات طبقات متنوعة، تناسب أذواق التلاميذ ونموهم، تقدم على شكل تمثيليات ذات خبرات تعليمية تفيد طلاب الابتدائي، وتحقّق القيم التربوية اللازمة لهم، بصورة ترفيهية ممتعة.

ويبدو لي أن المناهج التعليمية في الستينات والسبعينات من القرن العشرين، كانت منسجمة مع الواقع العربي ومستجداته الراهنة آنذاك؛ فقد حفظنا كثيراً من شعر حافظ وشوقي وإبراهيم ناجي، والسياب والجواهري والرصافي، وابراهيم طوقان وعمر أبو ريشة، وابي قاسم الشابي وجبران وبشارة الخوري.

ورسمنا خريطة الوطن العربي، وطبعت في مخيلتنا بعواصمها ومدنها وأنهارها وجبالها وحضاراتها... وأوقدت تلك المرحلة الحماس القومي للأمة وروحها الإسلامية، يروي لي والدي - رحمه الله - كيف كان حزن الكويتيين بوفاة عبد الناصر، ثم الملك فيصل... وقد كنت صغيرا وقتها.

وزرع التعليم فينا حب فلسطين والأقصى، وكنا نحفظ ونردد صغاراً كلمات البارودي: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان لا أنسى التأثير الكبير الذي أحدثته جائزة إحدى المسابقات الثقافية، التي فزت بها بسبب جوابي الصحيح عن سؤال، كان ذلك في الصف الثالث بالمرحلة الابتدائية، راديو صغير بحجم الكف، كان لا يفارقني صباح مساء.

أسمع من خلاله جميع البرامج التي تبثها إذاعة الكويت في منتصف السبعينات، من أغان وشعر وأخبار ومسابقات وبطولة كرة القدم وغيرها، وكأني أشاهد بعيني صورهم وأشكالهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي