No Script

حروف باسمة

شجرة مورقة... وشجرة جرداء

تصغير
تكبير

الغطاء الأخضر هو بساط جميل المنظر، الذي يتأمل فيه يحس بالراحة النفسية، ناهيك عن تأثير الأشجار على البيئة في صفاء الجو وصد الرياح العاتية، وما تحمله من أتربة فهي تخففها، ولأهمية الشجرة وما تحويه من معانٍ جميلة وما تحمله من ثمر طيب وأثر حسن، فقد شبّه الله الكريم الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، أما الكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.

احتوى القرآن الكريم على كثير من أنواع الأشجار وثمارها لأهميتها وبركتها، وأن هذه الديرة الطيبة احتوت مناهجها الدراسية في الخمسينات من القرن الماضي، على مواضيع في كتب القراءة، تشير إلى أهمية الأشجار والعناية بها.

ومن عناوين مواضيع القراءة، شجرة مورقة وشجرة جرداء، تحثّ على منظر الأشجار المزدهرة وأهمية العناية بها، والمحافظة عليها.

وتترى السنون وعجلة التقدم تمضي والثقافة تنتشر، ويزيد الاهتمام بالمسطحات الخضراء وزرع الأشجار للمحافظة على البيئة، وكلما تقّدمت الشجرة في العمر فإنها تدل على التاريخ، وكل يوم نجد مشهداً من مشاهد الاعتداء على ثروة هذه الديرة الطيبة، فهاهم الذين جاءوا للاعتداء على الأشجار ليحتطبوها، ويدمروا البيئة، كي يسرقوا دنانير قليلة، وهم يدمرون تاريخ ناظر وبيئة نظيفة، يريدون أن يقضوا على هذا الإرث والثروة الوطنية، وحمايته غطاء الكويت الأخضر، هم أنفسهم الذين سرقوا المناهيل وهمهم أن يحيلوا كل منظر طيب إلى كئيب.

ماذا ينوون لهذه الديرة التي أعطتهم الخير، فوجّهوا إليها شراً مستطيراً، هم كالذين يسرقون السيارات من أمام البيوت ويخالفون بها، وصاحبها يطالب بدفع مخالفات الحرامي، حتى يثبت أن سيارته مسروقة، مثل هؤلاء كمثل الذين يعتدون على المال العام وينهبون ثروة الدولة، وأمثال الذين يوقفون بعض الناس وينتحلون شخصية رجال الأمن، ويطلبون منهم هوياتهم ومحافظهم فيأخذون ما بها من مال ويتركونهم فارين.

كثيرون الذين يعتدون على مقدرات هذه الديرة مادياً وثقافياً، ما أبشعه من اعتداء على العلم، الذين يسرقون الشهادات ويدعون أنهم من أصحاب التخصص، بينما التخصص منهم براء، والعلم عنهم بعيد، إنما يسرقون كد المجتهدين وفكر المستبصرين وقدرة المثقفين، وهم لا يملكون شيئاً إنما هو سراب سيذهب أدراج الرياح، وما ينفع الناس من علم وأمانة وعمل مخلص فإنه يمكث في الأرض، نسأل الله الكريم أن يوفّق جميع المخلصين من أجل صد هذه الممارسات، والقبض بأيدٍ من حديد على جميع المارقين والمعتدين على ثروات الديرة وخيراتها، والذين يكدّرون صفو الأمن والمواطنين، لأن هذه الديرة طيبة في أصلها كريمة في معانيها، تحتضن كل نبيل وتصدّ كل مجرم وعابث ومارق ومعتٍد على النظام.

وأنتم يا من تحتطبون من الشجر المعمر، سيكون عذابكم كبيراً في الدنيا وفي يوم النشور.

حقاً: يد بخمس مئين عسجد فديت فما لها قطعت في ربع دينار عز الأمانة أغلاها وأرخصها ذلّ الخيانة فافهم حكمة الباري

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي