No Script

أضواء

تطبيع غير متكافئ

تصغير
تكبير

قبل أيام وجّهت إحدى المحاكم السويسرية إلى البليونير الصهيوني بيني ستاينميتز - وهو من كبار تجار الألماس المشهورين عالمياً - تهماً بالفساد بعد تورّطه بدفع ملايين الدولارات كرشوة، من أجل الحصول على حق التنقيب عن الحديد في مناجم جنوب غينيا.

وكان من قبل قد حكمت عليه محكمة رومانية غيابياً، بالسجن خمس سنوات في جرائم غسيل أموال.

لا نستغرب من ذلك، فرئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو يواجه اليوم مظاهرات عارمة لإزاحته عن السلطة، بعد أن وجّه إليه النائب العام تهماً بالرشوة والفساد وسوء استغلال منصبه، الأمر الذي قد يفضي به إلى السجن كسلفه السابق إيهود أولمرت، الذي حكم عليه بالسجن 6 سنوات في قضية رشاوى، ليخرج منه بعد سنة ونصف السنة، بعد تخفيض المدة.

تلك نماذج من سلوكيات شخصيات صهيونية متنفذة، لا تتورّع عن ممارسة الفساد والاحتيال، وهي صفات متأصلة في طباعهم وقد تحدّثت صحيفة (هآرتس) عن سرقات يرتكبها السيّاح الصهاينة من الفنادق والشقق المفروشة، من مناشف ووسائد ولوحات ومصابيح، وحتى الحنفيات وأكياس القهوة والشاي، الأمر الذي يعني أن التطبيع مع الصهاينة سيفاقم من جرائم الرشوة والاحتيال وغسل الأموال، ومن الصعوبة بمكان ملاحقة المتورطين الصهاينة بهذه الجرائم، الذين سيتمتعون بالحصانة القضائية والحماية الشخصية من قِبل سلطات الكيان الصهيوني، ناهيك عن محاولاتهم لفرض ثقافة احترام الساميّة، وملاحقة المعادين لها قضائياً، مع إحياء مناسبة ومحاولاتهم في تغيير القناعات العربية تجاه الصهاينة، بصفتهم أعداء ومستوطنين عنصريين، إلى أصدقاء وشركاء اقتصاديين تحت ستار التسامح الديني من دون أن يلتزم به الصهاينة تجاه العرب، لكونهم يعدّونه مخالفاً لثقافتهم الصهيونية (شعب الرب المختار)، التي تحث على ازدراء العرب والسيطرة عليهم اقتصادياً وثقافياً وسياسياً، وليكتمل بذلك المخطط الصهيوني (من الفرات إلى النيل).

يبقى الأمل معقوداً بالثقافة الإسلامية المنيعة التي لا تقبل التنازل عن الثوابت والمقدسات الدينية، حتى وإن كثرت بنود التطبيع وسالت أحبار التوقيع عليها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي