No Script

خواطر صعلوك

البيئة الاستثمارية في الكويت

تصغير
تكبير

منذ عشر سنوات تقريباً كان وليام ريغلي مؤسس شركة «ويرجلايز» يبيع الصابون، وكان يضع مسحوق الخبز كهدية للمشترين مع المنتج، ولكن عندما لاحظ أن المشترين يسألون عن مسحوق الخبز أكثر ثلاث مرات من الصابون - وهو المنتج الأساسي - حوّل نشاطه إلى إنتاج مسحوق الخبز، وكان يضع معه علكة هدية للمشترين، ولكنه عندما لاحظ أن العلكة أكثر طلباً من المسحوق، فوراً أنتج أكبر مصنع للعلكة، وحالياً هي أكبر شركات العلكة في أميركا.

تحديداً قبل سنتين من أحداث كورونا، زار ريغلي الكويت، من أجل أن يستثمر فيها، ويُنشئ مصنعاً للعلكة، وعندما بدأ الإجراءات، لاحظ أن الدورة المستندية وعدم الربط الآلي وتعطل القوانين، كل ذلك يؤخّر إطلاق المصنع، فقرر أن يلغي فكرة مصنع العلكة، وغيّر نشاطه إلى سلسلة مكاتب لتخليص المعاملات الحكومية حيث إقبال المواطنين عليها، وعندما لاحظ أن الناس أكثر طلباً على الواسطة من تخليص المعاملات بالقانون، حوّل سلسلة المكاتب إلى سلسلة مطاعم ترسل ثلاث وجبات كاملة الدسم يومياً لبعض المتنفذين من أجل عمل شبكة علاقات لتخليص معاملات المكاتب فيما بعد، وعندما لاحظ أن المتنفذين يريدون ما هو أكثر من ثلاث وجبات ومشاريب غازية، وأصبحوا يطلبون خدمات في المقابل، قرر أن يغيّر نشاطه إلى مفتاح انتخابي، ثم بدأ يستفيد من شبكة علاقاته من الذين خلّص معاملاتهم بالقانون، والذين خلّصها بالواسطة، والمتنفذين الذين خلّص أمعاءهم من الجوع، وبعدها قرّر أن يدعم أحد مرشحي مجلس الأمة، وتحديداً نائب خدمات، وعندما لاحظ أن كل الأمور على ما يرام، أعاد فتح مكاتب تخليص المعاملات، عن طريق نائب الخدمات... و«التعلب فات فات» وفي ذيله سبع دورات برلمانية.

أعاد ريغلي حساباته واكتشف أن أرباحه من العمل، أضعاف مضاعفة لما كان يدخله مصنع العلكة. عاد أدراجه إلى أميركا بعد أن وضع له وكيلاً هنا... وفتح هناك إذاعة وطنية تطلق بثها من ولاية بنسلفانيا - ثاني أقدم ولاية أميركية - يطلب فيها من المستمعين أن يستفيدوا من تجربة البرلمان الكويتي، وفكرة نائب الخدمات التي تخلّص الناس من الدورة المستندية وعدم الربط الآلي وتعطيل اللوائح الداخلية، ولم يكن يعرض الفكرة على أنها تجربة سياسية أو ديموقراطية بقدر ما كان يعرضها على أنها استثمارية ناجحة، كان يتكلم بصيغة حافلة بالإقناع ولكنها ليست حافلة بالثقة.

Moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي