No Script

اجتهادات

لعل ذِكراهم تفيد!

تصغير
تكبير

أصعب ما في كتابة المقال هو الفكرة، وواقع وضع البلد وحال البشر في هذا الوطن لم يتغيّر منذ زمن، لذلك نجد أن أفكارنا مكرّرة ومواضيعنا مملة!

تحاول أن تبحث عن موضوع جديد فلا جديد يذكر، أما القديم فيعاد ويكرّر. الحال السياسي متأزم منذ فترة ليست بالبسيطة، فالحكومة مستقيلة وأعمال المجلس مجمّدة وتغيير الحال من المحال. أما اقتصادنا فإنه يئنّ ويتألّم من وضع بائس بسبب اعتمادنا على النفط من دون شريك، برعاية جهابذة صناع القرار الاقتصادي.

الصحة والتعليم ومشاكل الرعاية السكنية من سيئ إلى أسوأ.

«البدون» وقضايا القتل وتزايد أعداد القضايا وسرقات المال العام والرشاوى والواسطة والمحسوبية والتعيينات البراشوتية وغيرها، فحدث ومن دون حرج! والأهم من كل هذا وذاك الوحدة الوطنية المفككة على الآخر!

القائمة طويلة والقضايا عديدة والمشاكل متنوعة، إلا أنها مكرّرة منذ زمن طويل! ولأنني سئمت ومللت من التكرار، فكنت أبحث عبر «الإنترنت» عن الأحداث التي حصلت في مثل هذا اليوم، الموافق السابع عشر من يناير.

ففي مثل هذا اليوم تم تشكّيل أول حكومة كويتية بعد انتخاب المجلس التأسيسي في عام 1962 برئاسة أبوالدستور المغفور له الشيخ عبدالله السالم. وفي مثل هذا اليوم في عام 1991 بدأت حرب تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي الغاشم!

تساءلت بيني وبين نفسي، هل هذا هو واقع الحال الذي كان ينتظره ويتأمله ويتوقعه أبو الدستور، الذي حقّق وعزّز مبدأ المشاركة بين الحاكم والمحكوم، وأسّس هو ومَن معه من ذلك الجيل الجميل دستور دولة الكويت؟

وهل هذا هو واقع الحال الذي ضحّى من أجله شباب ونساء الكويت بأرواحهم ودمائهم، من أجل هذا البلد؟ هل نسينا شهداء الواجب؟ وهل نسينا آلام ذويهم؟ وهل نسينا أسرى الغزو ومحنتهم؟

فهل هذا الحال هو ما يستحقه كل من ضحى من أجل الكويت، لكي تكون الكويت أفضل؟ إننا نستذكر ونذكر لعلنا نصلح حال هذا البلد، فلعلّ ذكراهم تفيد! والله من وراء القصد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي