No Script

حديث القلم

شركاء الخسارة

تصغير
تكبير

المواطن الكويتي البسيط، مازال يتحمّل الكثير من الأعباء والمتاعب المالية التي تسبّبت بها حكومته، فهو يلجأ إلى المستشفيات والعيادات الخاصة، لأنها متفوقة من حيث سرعة المواعيد وجودة الخدمات الطبية على نظيرتها في القطاع الحكومي، وجزء ليس باليسير اتجه لتعليم أبنائه في مدارس خاصة، لأنها تفوّقت هي الأخرى على نظيرتها الحكومية من حيث جودة التعليم، ويضطر للارتماء في أفواه مكاتب استقدام العمالة المنزلية، لأن الحكومة عاجزة عن توفير شركات مدعومة من الدولة تساهم في الحد من ارتفاع الأسعار وجشع تجار البشر.

ويضطر للتنازل عن مبلغ كبير من مرتبه الشهري للحصول على مسكن ملائم، بعد أن أخفقت الحكومة في حل المشكلة الإسكانية من جهة، وعدم قدرتها على ضبط أسعار العقارات من حيث البيع أو الإيجار، في حين أن الحكومة لاتزال تمنح المواطن بدل إيجار قدره 150 ديناراً فقط، ويقوم المواطن الغلبان بدفع أضعاف هذا المبلغ لدفع إيجاره الشهري، وغيرها الكثير من مظاهر (المرمطة) التي يتكبّدها المواطن البسيط من جيبه الخاص ومصدر دخله الوحيد المتمثل في المرتب الشهري.

عدد كبير من المواطنين (البسطاء) يرتكز اهتمامه على مطالب مادية بحتة، أحياناً من باب التندر والضحك، وأحياناً أخرى من باب المحاولات للضغط على الحكومة، بهدف إجبارها على التحرك حيال المشقة المالية، التي يعاني منها مواطنون يعتقد الغرباء أن لكل منهم بئر بترول في حديقته المنزلية.

الغريب في الأمر أنه رغم كل تلك القضايا التي عجزت عن حلها الحكومة، وتاجر فيها عدد لا بأس به من نواب ومرشحي الأمة على مدى عقود، يشاع أن هناك نية لمس جيوب المواطنين، على هيئة تسريبات إعلامية من هنا وهناك، لم تجد أي نفي حكومي حيالها وكأن الصمت بمثابة إثبات لصحتها أو أنها ليست مجرد إشاعات عابرة، وفي النهاية القضية أشبه بكونها رسالة تفيد بأن المواطن عبارة عن شريك متضامن في الخسارة فقط!

لتبدأ حلولكم بوقف هدر الأموال العامة، وإقصاء ومحاسبة الفاسدين، وإرجاع أموال الكويت المنهوبة في الداخل والخارج، وحينها لكل حادث حديث!

وخزة القلم:

التسابق النيابي لتقديم المقترحات، ينبئ بأن هناك شعوراً بعدم الاستقرار، ويبيّن أن هناك غياباً للتنسيق النيابي، الأمر الذي سيظل يضعف المؤسسة البرلمانية ويقوي جبهة الفساد ويفكك الكتل النيابية الإصلاحية.

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي