No Script

بوح صريح

فتنة الصبر

تصغير
تكبير

تحدث كل من أفلاطون وأرسطو عن مفهوم «الكلّي»، فعرّف أفلاطون الفلسفة على أنها الكلّي في الأفكار والقيم والمثل العليا.

بينما خالف أرسطو أستاذه فقال: إن الفلسفة هي الجوهر الكلّي.

لكن عبر ما هو واقعي، وابتكار فلسفة السعادة والوظيفة والصداقة.

في محاولة لسحب الفلسفة من برج أفلاطون العالي إلى أرض الواقع لتلامس هموم رجل الشارع والعامة.

فلا تقتصر بذلك الفلسفة على النخبة فقط بل تكون للجميع.

لكن، ما يدهشني حقاً هو تجاهل كل منهما لفضيلة الصبر.

وهو ترويض النفس، تأديبها ولجمها.

ونقلها من حمى الانفعال إلى هدوء الحكمة والتعقل.

وهي أكثر فضيلة نحتاجها اليوم. التدرب على الصبر في مواجهة حمق الحياة وعَتَه البشر.

لكنك تتعلم مع الوقت فتنة التجاوز، تجاوز الأسى، الحزن، الكسر، السقوط، الندم، الهزيمة، الخيبة، الخسارة، الفقدان، الموت الغياب، والبشر أيضاً... فالحقيقة أننا شعوب نقرأ من العنوان، ونحكم من الغلاف والتصميم وأول وهلة وأحياناً من الحدس والظن.

لأن هذه حدود فهمنا، واجتهادنا وقدراتنا.

التي لا نريد تطويرها أو تحسينها.

ليس لدينا وقت/ طاقة/ ثقافة للقراءة والتبصر، لذلك قال سقراط: «تكلم حتى أراك، لأن القراءة لا تكون من الخارج/ من الغلاف/ والصمت.

لذا حتى نخرج من كسلنا ونقرأ ثم نفهم ونخرج بحكم موضوعي عاقل.

سنبقى في آخر سلم الحضارة والتعقل والإنسانية.

كم نهدر طاقة وجهداً ووقتاً ومشاعر وتفكيراً وتخطيطاً... في الانتظار والاستيعاب والاستيقاظ والخوف والقلق والحزن والأسى والأسف، والنقاشات العقيمة والتحليلات القديمة، وعبث الانتقادات والمساومة والتنازلات، والتفكير المفقود وترميم الكسور ومداواة الجروح والتعلّق بالماضي، والأحداث العقيمة والتجارب الناقصة والتشاؤم ثم التفاؤل... وإعطاء فرص... ثم الندم والتراجع والبدء من جديد... رغم كل هذا الوقت والجهد الضائع والطاقة المتسربة.

همسة

يقول إميل سيوران: أربعون ألف سنة من لغة الإنسان، ولا يمكنك أن تجد حرفاً واحداً يصف الشعور الذي في داخلك تماماً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي