No Script

حروف نيرة

الإسلام... وحرية الاختيار

تصغير
تكبير

منحَ الله تعالى الإنسان عقلاً يميّز بين الحق والباطل؛ فهو مسؤول عما يفعل ويتحمّل نتيجة اختياره «مَن عمل صالحاً فلنفسه ومَن أساء فعليها».

لقد بيّن القرآن الكريم لرسولنا عدم إدخال عنصر الإكراه في اعتناق هذا الدين، وما على الرسول عليه الصلاة والسلام إلّا البلاغ بما أنزل الله تعالى، وهم أحرار في الاختيار، يقول تعالى: «فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد»، ويقول تعالى: «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين». وقد وضّح رسولنا الكريم طريق الحق والخير، والشر والباطل، ثم ترك حرية الاختيار للإنسان بأمر من الله تعالى.

فإن كان الإسلام قد فتح المجال للحرية الفكرية في اختيار الأديان، فهل يحق إساءة بعض أفراد المسلمين للمسلم المخالف لهم في الرأي، وهل لهم مصادرة حريات الآخرين والاعتراض على فكرهم؟! فلا يحق لأحد أن يمنع أو يعاقب الشخص المخالف له فكرياً، وليس لأحد أن يتعرّض له بسوء؛ فالدعوة والتوجيه تقوم على الاقتناع التام لا على الإرغام.

ففي مجتمعنا أفراد أو جماعات تفرض آراءها وتكره الناس على أداء أو ترك أفعال وكأنهم مسؤولون عن كل مسلم؛ ويظنون أنهم بذلك قد طبّقوا الدعوة إلى الله تعالى، بينما يقول تعالى: «ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، فالدعوة إلى طريق الحق ليست إلا لمن أُهّل لها، فهي مهمة عظيمة، ولا تكون إلا بالخطاب الحكيم والرفق واللين، والنصح الحسن، الذي يرغّبهم في الخير، وينفّرهم من الشر، فالإسلام لم يجعل لأحد من دعاته حق الإجبار على أداء أو ترك فعل، ولا بد أن يعلم هؤلاء أن الدين اقتناع داخلي، لا يتفق مع الضغط الخارجي، ولا بد من مواجهة كل صور التعصب، والإيمان بحق الاختلاف في الفكر والاعتقاد؛ فقد قرّر القرآن الكريم مبدأ حرية الاختيار، وبيّن أنه ليس هناك سلطان بشري على الأفكار، فالدعوة إلى الله تعالى تقوم على الرضا والاقتناع.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي