ومضات

ورحل ناصر الشعب

تصغير
تكبير

غادرنا إلى جوار ربه، ومثواه الأخير، المغفور له بإذن الله الشيخ ناصر صباح الأحمد. بعد ذكرى عطرة، وتاريخ مشرف ناصع البياض في العمل الحكومي... القصير في مدته... الكبير في إنجازاته، ومخرجاته.

فمنذ توليه المنصب نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للدفاع، اختار - وبجدارة - أن ينحاز إلى الشعب، ويبرّ بقسمه الذي أداه، «أن يكون مخلصاً للوطن وللأمير»، وأن يحترم الدستور وقوانين الدولة، وأن يذود عن مصالح الشعب وأمواله، وأن يؤدي أعماله «بالأمانة والصدق».

فمنذ اللحظة الأولى التي خطاها في ركاب المسؤولية وتولي الأمانة، قام بفتح ملفات الفساد في وزارته مثل ملف صفقة طائرات اليوروفايتر، وملف اختلاسات صندوق الجيش، وقدمها بأدلتها ومستنداتها إلى النيابة العامة. في سابقة لم يعهدها من قبله من دخل الوزارة أو تولى المسؤولية.

غير آبه بالمنصب وكرسي الوزارة، ضارباً بعرض الحائط، ما يمكن أن نطلق عليه مفهوم «التضامن»، الذي لا يحارب الفساد ولا يحاكم المفسدين.

إنها خطوة جريئة من شيخ فارس وحازم انحاز لتطبيق مبادئ الدستور، وتفعيل نصوص وأحكام القانون على الجميع.

فالقوانين وضعت لتُطبق على الوزير قبل الفقير. إحقاقاً للحق وتطبيقاً لمبادئ العدالة.

فالشيخ ناصر - رحمه الله - لم يتردد يوماً في قراراته، ولم يخذل الشعب في قسمه.

فلم يأبه بالمرجفين والمحبطين والمتنفذين. فأسقط بفعله رؤوس الفساد.

عندما أحال ملفاتها إلى القضاء، ليشرع بناء على بلاغه التحقيق في هذه الملفات.

فأعاد الهيبة إلى الدولة والقانون ومبادئ الدستور، وأحيا الأمل في نفوس الشعب من جديد. وضحى في سبيل ذلك بمناصبه وألقابه الوزارية، في سبيل الوطن والدفاع عن مصالحه.

رحمك الله يا ناصر الشعب رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته.

وعزاؤنا لأهل الكويت جميعاً بهذا المصاب الجلل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي