بوح صريح

متى يبكي الرجال؟!

تصغير
تكبير

يقال إن الرجال لا يبكون؟!

لكن بلى يبكي الرجال!

فهم بشر وليسوا حجرا!

لكنهم مطالبين بالعزة والشموخ والكبرياء والصلابة والصمود والتماسك.

وذلك عبء لا يطاق.

وثقل لا تحتمله الجبال.

يبكي الرجال عندما ينهزمون ظلماً وقسراً.

مما يشعل القهر والحرقة والغصة التي تتحول إلى دموع صامتة.

بالتأكيد حين تموت أمهاتهم.

لأن فقدان كلمة أمي ستعيدهم إلى واقعهم المرير المثقل بالمهام والواجبات والديون والشيب والكرش والمسؤوليات.

كلمة أمي وحدها التي كانت تشعرهم بأنهم مازالوا صغاراً، يتمرغون بدفء حضنها وحرير رعايتها.

يبكي الرجال حين يجرح أو يتألم ويمرض أحد أبنائهم.

لكن في الخفاء فقط حتى لا يتهشم النموذج الأبوي العالي والشامخ.

الذي يستمد منه الأبناء قوة للشفاء والنهوض من المرض.

ولأنه يعني فشله في أداء الدور المطلوب منه.

يبكي الرجل حينما يزوج ابنته، حين يضع يدها في يد رجل آخر ويتنحّى هو جانباً.

بعد سنواتٍ من الرفق بتلك القوارير. والرعاية والحب والمتابعة والحماية.

تغادر الابنة إلى بيت رجل آخر ولا يتبقى لديه سوى الذكريات.

يبكي الرجال لجحود الأبناء أو استعلائهم أو تطاولهم.

ولو بكلمة أو نظرة أو إيماءة.

وكأن كل التعليم والتربية والإرشاد، قد ضاع منهم.

يبكي الرجال قهراً... وغُلباً... وضيقاً وخيبة.

نعم... يبكي الرجال عند عجزهم عن تأمين لقمة او لعبة أو أدنى رغبة لأولادهم وأهاليهم.

يبكي الرجال لفراق وطن، وغياب رفيق حياة عزيز.

يبكي الرجال ولكن..... في العتمة.

وتحت ستار المطر، وفجراً على سجادة الصلاة.

وعلى الوسائد، وخلف الأبواب المغلقة.

لكن دموع الرجال، لا تخرج من الأعين لتسيل على الخدود فيراها الجميع.

وتفضح رقة قلب، وانفراط صلابة، وتماسك وشفافية روح.

بل تخرج من منتصف القلب، وبؤرة الروح وقلب الضمير و روح الوجدان.

فيظهر أثرها في التنهدات والنظرات المنكسرة، والتخلي والتراجع وتراكم الدهون وقلة الخروج والنشاط، وربما سيل دموع سخية من حين إلى آخر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي