No Script

رواق

الرئيس المحظوظ

تصغير
تكبير

لم أكن أعرف - عندما أدركني الوقت ولم أكمل مقالة الثلاثاء التي بدأتها بـ«تنتهي اليوم انتخابات الرئاسة الأميركية وانتخاب ثلث مجلسي الشيوخ والنواب بحماس غير طبيعي وتنافس غير مسبوق، اذ يكاد يتساوى المرشحان الرئيسيان» - أن الانتخابات انتهت، لكن النتيجة لن تظهر حتى ساعة كتابة مقال الجمعة.

«هلا بالخميس»... قلتها صباحاً وأنا أسمع كلام الصحافي الأميركي توماس فريدمان: ‏«لقد بدأت مسيرتي المهنية كصحافي يغطي الحرب الأهلية الثانية في لبنان، وأنا مرعوب لأن أجد نفسي الآن أنهي مسيرتي المهنية كصحافي يغطي حرباً أهلية ثانية محتملة في أميركا».

«يا ساتر»... قلتها وأنا لا أستبعد شيئاً في زمن استطاع فيروس صغير - لا يُرى بالعين المجردة - أن يدير العالم ويتحكم في قرارات رؤسائه، فبعد مرور ثلاثة عقود على انهيار الاتحاد السوفياتي هل يمكن أن ينهار الحلم الأميركي ؟ خذوا الجواب من لسان ولد فريدمان: «أعتقد أن ما حدث خطير... أخبرنا الرئيس إما الفوز في الانتخابات وإما أن أنزع شرعية فوزكم» ! ما الجديد؟ نحن في العالم العربي اعتدنا على لعب الكبار بطريقة الصغار نفسها: «فوّزوني والا أخرب لعبكم»، واعتدنا على قواعد اللعبة فـ«التاريخ يكتبه المنتصر» و«كل قائد ينسف ما قبله ويجبر قومه على البدء من جديد»، مثلما قال لنا القذافي، الذي نفتقد «قفشاته» للأمانة «زنقة زنقة ودار دار وبيت بيت»، عندما فسّر الديموقراطية بأنها ديمومة الكراسي ! هذه الديموقراطية - التي اخترعها الغرب ليسلي بها أهل الشرق - هي لعبتهم التي ردت لهم، وفق مبدأ «طباخ السم يذوقه»، ونحن حين ذقنا الأمرين مراراً وتكراراً، واحتملنا كثيراً في سبيل أن نتأمرك، لم نكن نتوقع أن تتعرّب أميركا على يد عرّاب العرب سيد البيت الابيض، الذي ينقسم الناس حوله بين من يريده في السلطة ومن لا يريده فيها، ولا أحد يشغل نفسه في التفكير في منافسه وهل الخيار الثاني أفضل؟ للمرة الأولى يبدو الاقتراع الأميركي أشبه بقُرعة، حيث يتم سحب ورقة ويقرأ اسم الفائز، لينسف كل المجهودات الحربية والسلمية حتى، ويحصرها في ضربة حظ تضرب العالم بأسره.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي