أميركا تختار رئيسها... ولاية ثانية أم أولى؟

تصغير
تكبير

- الخبير سيلفر: بايدن سيتصبب عرقاً أثناء فرز الأصوات لكنه سيفوز
- هل تحدد فلوريدا وبنسلفانيا مصير الفائز؟
- الديموقراطيون يخشون من تكرار سيناريو فلوريدا 2000
- تشكيك ترامب بالنتائج قد يشعل أعمال عنف

اليوم، تفتح أبوابها صناديق الاقتراع في الولايات الأميركية الخمسين ومقاطعة كولومبيا الفيديرالية، حيث العاصمة واشنطن، أمام 240 مليون مواطن أميركي مؤهلين للاقتراع، قام نحو 93 مليوناً منهم بالاقتراع، إما شخصياً في الاقتراع المبكر، وإما عن طريق البريد، وهو رقم مرتفع، ويمثل أكثر من 70 في المئة من إجمالي المقترعين في الانتخابات الماضية، قبل أربعة أعوام، والذي بلغ 129 مليوناً.

وعشية الانتخابات، أجمعت استطلاعات الرأي على فوز المرشح الديموقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن على منافسه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى إلى الفوز بولاية ثانية. لكن على الرغم من تقدم بايدن، مازال شبح العام 2016 يطارد الديموقراطيين، إذ كانت الاستطلاعات تجمع على تغلب مرشحتهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ليفجّر المرشح الجمهوري يومذاك ترامب مفاجأة ويقتنص الفوز والبيت الأبيض.

نايت سيلفر، وهو أحد أكثر خبراء الاستفتاءات شهرة في الولايات المتحدة، قدم مطالعة قام فيها بتطبيق هامش الخطأ الذي ارتكبته استطلاعات 2016 على استطلاعات 2020، وأشار أنه حتى لو تبين أن نسبة الخطأ في انتخابات اليوم هي نفسها نسبة الخطأ في الانتخابات الماضية، فإن بايدن سيفوز بمعظم الولايات المتأرجحة، بما في ذلك فلوريدا وجورجيا واريزونا، لكن بهامش بسيط يبلغ نقطتين مئويتين في أريزونا وويسكونسن، ونقطة مئوية أو أقل في فلوريدا وجورجيا وبنسلفانيا، «أي أن بايدن سيتصبب عرقا أثناء فرز الأصوات، لكنه سيفوز»، وهو ما يعني أن فوز ترامب، اليوم، سيحتاج الى حظ أكبر بكثير من حظه في الدورة الماضية، والى هامش خطأ أكبر تقع فيه استطلاعات الرأي الحالية.

ويرجح المراقبون أن تحدد ولايتا فلوريدا وبنسلفانيا المتأرجحتين مصير الفائز الليلة. وكان ترامب فاز في الولايتين ليصبح رئيساً قبل أربعة أعوام.

الا أن المراقبين يتخوفون من أن النتائج قد لا تصدر ليلاً، أو حتى يوم غد الأربعاء، خصوصاً ان كانت النتائج النهائية متقاربة، كما توقع سيلفر. ويفاقم من إمكانية المماطلة في صدور نتائج الانتخابات عشرات الملايين ممن اقترعوا مبكرا أو في البريد. وفي وقت تنص بعض الولايات على البدء بالفرز والعد قبل حلول يوم الانتخابات، وإضافة الأرقام الى نتائج اقتراع يوم الانتخابات ثم إعلان النتيجة، تنص قوانين ولايات أخرى على أن صناديق الاقتراع المبكر أو بالبريد لا يمكن أن يتم فتحها واحتساب أصواتها إلا في اللحظة التي يتم فيها فتح صناديق يوم الانتخابات حتى يتم الفرز كله في وقت واحد.

والتباين في قوانين فرز وعدّ الأصوات الانتخابية لا يؤثر كثيراً في الولايات المحسومة سلفا للديموقراطيين، مثل كاليفورنيا ونيويورك، أو المحسومة للجمهوريين، مثل ميسيسيبي وأوكلاهوما. لكن توقيت الفرز والعد يؤثر كثيراً في الولايات المتأرجحة، مثل بنسلفانيا وفلوريدا، خصوصا ان كانت صناديق يوم الاقتراع تشير الى تقارب في النتائج بين المرشحين.

وكانت فلوريدا، هي التي رجحت فوز جورج بوش الابن بالرئاسة في العام 2000 على منافسه الديموقراطي نائب الرئيس السابق آل غور. لكن ترجيح الولاية لم يأت بشكل سريع، بل أن نتائج الفرز أظهرت ما يشبه الانقسام التام، وراح كل من الحزبين يسعى للطعن في أصوات وكيفية الاحتساب، وتطور الأمر عبر المحاكم ليصل المحكمة الفيديرالية العليا، التي حسمت الأمر لمصلحة بوش.

هذا العام، يخشى الديموقراطيون من تكرار سيناريو فلوريدا 2000، وهم لذلك قاموا بإعداد فريق من المحاميين المستعدين للانخراط في مواجهات قضائية، ان تطلب الأمر، لتثبيت شرعية فوز مرشحهم.

كما يخشون أن يعطي أي تقارب في النتائج، الفرصة لترامب ليطعن بمصداقية الانتخابات بأكملها، وليصوّرها مزيفة تستهدف تقويض فوزه وفوز مناصريه. ويمكن لقيام ترامب بالتشكيك بنتائج الانتخابات أن يؤدي الى عنف في الشارع، وعنف مضاد، وهو ما دفع عدد كبير من الحوانيت والمؤسسات التجارية الى تغطية واجهتها الزجاجية بألواح خشبية بشكل متقن تحسبا لامكانية حدوث شعب وعنف وتكسير واجهات زجاجية وسرقات وإشعال نيران.

هكذا، بدت العاصمة الأميركية مدججة بالدفاعات الخشبية التي يستخدمها الأميركيون عادة استباقا لإعصار يتجه نحو مناطقهم. لكن هذه المرة، الإعصار سيكون إعصاراً من العنف، وهو ما قد يفرض على عمدة المدينة، وعلى حكام الولايات، نشر «الحرس الوطني»، أي الجيش المحلي الذي ينتشر من دون سلاحه، لفرض الأمن. وغالبا ما يعمد «الحرس الوطني» الى فرض حظر تجوّل على السكان الى أن تستتب الأمور.

ولأن الأميركيين يتحسبون للأسوأ، راح بعضهم يشتري الأسلحة الفردية والذخائر، وهو ما دفع مخازن والمارت الضخمة الى الإعلان عن توقفها بيع الأسلحة حتى فترة ما بعد الانتخابات.

الديموقراطيون متفائلون بالفوز، ولكن بحذر، خوفاً من تكرار الرئيس الأميركي مفاجأة 2016. كذلك يخشى الديموقراطيون ألّا يكون فوزهم كاسحاً بشكل كافٍ، أي بشكل يجبر ترامب على الاعتراف بالهزيمة والاتصال بالرئيس المنتخب للتهنئة وقبول النتائج.

لهذا السبب، عمد كبار قادة الحزب الديموقراطي لإقامة اتصالات مع نظرائهم الجمهوريين في الكونغرس، من أمثال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ متش ماكونيل، لاعتقادهم أنه يمكن لأعمدة الحزب الجمهوري التخفيف من الاحتقان، وحمل ترامب على قبول النتائج إن سبقوه هم الى القبول بها.

قد لا تكون انتخابات هذا العام تاريخية على القدر الذي يحلو لمناصري الحزبين تصويرها، لكن المؤكد أن في هذه الانتخابات ما هو تاريخي، اذ هي الأولى من نوعها التي يتحسب فيها الأميركيون من امكانية اندلاع العنف وعدم انتقال السلطة سلمياً من ترامب الى بايدن، في حال فوز الأخير، وهو ما يجعلها انتخابات مختلفة كثيراً عن سابقاتها، كاختلاف ترامب عن كل الرؤساء الأميركيين ممن سبقوه، أو على الأقل هكذا يرى هو نفسه، ويصف نفسه كأحسن رئيس بعد التاريخي ابرهام لينكولن الذي أنهى الحرب الأهلية و أعاد توحيد البلاد.

الديموقراطيون كذلك يرون أن ترامب يختلف عن كل من سبقه، اذ هم يعتقدون أنه أسوأ رئيس في تاريخ البلاد. هذه التاريخية التي يدعيها الجانبان قد تكون الحافز الذي دفع الأميركيين للاقتراع بنسب غير مسبوقة حتى اليوم.

سرقة الانتخابات الرئاسية... الجمهوري ينفي والديموقراطي يستبعد

على الرغم من الرياح المعاكسة، يبشّر الجمهوري دونالد ترامب بـ«موجة» جمهورية ستكتسح الولايات، نافياً في الوقت نفسه تكهنات حول احتمال أن يعلن فوزه مساء اليوم بالتوقيت المحلي، إذا لم ترد نتائج واضحة ليلة الانتخابات، بينما وعد الديموقراطي جو بايدن، بوضع حد للرئاسة التي قسمت البلاد، واستبعد أن «يسرق الرئيس هذه الانتخابات».

وأعلن ترامب، الذي يخشى أن يكون أول رئيس لولاية واحدة منذ أكثر من ربع القرن، خاطباً في جمهور من المؤيدين الأحد: «سنفوز بأربع سنوات إضافية في بيتنا الأبيض الرائع».

في المقابل، يركز بايدن، جهوده بشكل أساسي على ولاية بنسلفانيا التي يأمل في انتقالها إلى المعسكر الديموقراطي، ما سيفتح له أبواب البيت الأبيض أخيراً في محاولته الثالثة للفوز بالرئاسة.

وأعلن الأحد في فيلادلفيا: «سنضع حداً لهذه الرئاسة التي قسمت بلادنا». وذكر بأنه «في المرة الأخيرة (عام 2016)، فاز دونالد ترامب في بنسلفانيا بفارق 44 ألف صوت فقط (من أصل أكثر من ستة ملايين صوت)» مؤكداً «لكل صوت أهميته».

وبعد شهر على إصابته بوباء «كوفيد - 19»، وبعد تجمعات انتخابية كثيرة، لا يبدي الرئيس أي بوادر تعب، بل على العكس، يجوب البلاد منذ أكثر من أسبوع ولا يقضي سوى وقت ضئيل جداً في العاصمة واشنطن.

وسئل ترامب عن التكهنات المنتشرة في وسائل الإعلام حول احتمال أن يعلن فوزه مساء اليوم، إذا لم ترد نتائج واضحة ليلة الانتخابات، فنفى ذلك نفياً قاطعاً قائلاً لدى نزوله من الطائرة الرئاسية في كارولينا الشمالية «لا، إنها معلومات خاطئة».

لكنه شكك مرة أخرى في نزاهة الانتخابات، قائلاً إن إحصاء الأصوات الذي سيستمر بعد يوم الانتخابات سيكون «أمراً مروعاً» وأشار إلى أن محاميه قد يتدخلون، ملمحا إلى احتمال خوض معركة قضائية طويلة.

من جانبه، قال بايدن «ردي هو أن الرئيس لن يسرق هذه الانتخابات». وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن ترامب ينوي تنظيم ليلة انتخابية في البيت الأبيض يستقبل خلالها نحو 400 مدعو. وتعتمد أجواء الليلة الانتخابية إلى حد بعيد على تطور النتائج الواردة من الولايات الأساسية، مشيرة إلى انتقالها إلى أي من الطرفين. ففي حال فوز بايدن في فلوريدا، حيث قد تعلن النتائج باكراً، فإن ذلك قد يحسم السباق سريعاً.

والفارق ضئيل بين المرشحين في هذه الولاية الكبرى في جنوب شرقي الولايات المتحدة. والانتخابات الرئاسية الأميركية لا يحسمها الاقتراع الشعبي، بل أصوات الناخبين الكبار.

وهذه الميزة التي يتفرد بها النظام الانتخابي هي التي أتاحت لترامب الفوز بغالبية أصوات الهيئة الناخبة الـ538، رغم تقدم الديموقراطية هيلاري كلينتون عليه، بثلاثة ملايين صوت في الاقتراع الشعبي.

بايدن يندد بملاحقة حافلة ديموقراطية وترامب يتحدث عن «حمايتها»

ندد المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، الأحد، بإقدام عدد من مناصري منافسه الجمهوري دونالد ترامب على ملاحقة إحدى حافلات حملته الانتخابية على طريق سريع في تكساس، في حادثة أكد مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي) أنه يحقق فيها.

ويُظهر مقطع فيديو على «تويتر» مجموعة سيارات كان يُلوّح مَن بداخلها بأعلام مؤيدة لترامب. وعملت مجموعة السيارات تلك على اعتراض حافلة لبايدن والمرشحة الديموقراطية لمنصب نائبة الرئيس كامالا هاريس، وحاولت إبطاء حركتها. وقال مسؤولون ديموقراطيون إن الحافلة التي تقل المرشحة لعضوية الكونغرس عن ولاية تكساس ويندي ديفيس، أوقَفَت رحلتها وألغت مؤتمراً صحافياً واثنين من الفعاليات الانتخابية التي كان مخططاً لها، وذلك على خلفية «مخاوف تتعلق بالسلامة».

ونشر ترامب في وقت متقدم السبت مقطع فيديو عبر حسابه في «تويتر» يُصوّر تلك الحادثة، وكتب «أنا أحبّ تكساس».

وقال بايدن لمؤيديه في فيلادلفيا «لم نر شيئاً كهذا في السابق. على الأقل لم يكن لدينا رئيس يعتقد أن هذا شيء جيد».

وأضاف أن نجل الرئيس، دونالد ترامب جي آر، حضّ مؤيّدي والده على «مواصلة الأمر» والعثور على مكان وجود بايدن وهاريس ومعاملتهما بالطريقة نفسها كما حصل في تكساس. وفي ميتشيغن، ادعى الرئيس الجمهوري بانّ المتظاهرين حاولوا «حماية» الحافلة الديموقراطية.



إيران تنظر إلى الأفعال

طهران - أ ف ب - أكدت إيران أنها ستنظر إلى الخطوات التي ستقوم بها أي إدارة أميركية مقبلة لا اسم رئيسها، وذلك في تصريحات للناطق باسم وزارة خارجيتها، عشية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وقال سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي عبر الاتصال بالفيديو: «موقفنا واضح. نحن لا ننظر (لما سيحدث)، (الثلاثاء).

سنتابع مقاربة الإدارة الأميركية الجديدة، الى أي حزب انتمت». وتابع «سيتركز اهتمامنا على خطوات الإدارة الأميركية المقبلة أكثر من النتيجة».

وأضاف خطيب زاده: «الواضح هو أن الحزبين أدركا مدى فشل سياساتهما ولم يحققا أيا من أهدافهما، ولذا إطار المحادثات (بالنسبة لإيران) واضح، وهو خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق)».

وتابع «في ظل هذا الإطار، أي (رئيس) يعوّض عن الأضرار (التي تكبدتها إيران جراء الانسحاب والعقوبات)، يعود (إلى الاتفاق)، ويضع حداً للحرب الإرهابية ضد الأمة الإيرانية... نحن نرى انتخابات الغد في ضوء هذا الإطار».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي