No Script

رواق

الانتخابات في زمن الـ «كورونا»

تصغير
تكبير

عش 2020 ترى عجباً، «إجراءات» وقائية و«إجراءات» تتقي الـ«إجراءات» الوقائية، نهرب من كورونا تأتي إلينا، نذهب إلى «كورونا» فتهرب منا، ضعنا بين أهل الصحة وأهل الاقتصاد ثم كمّلها علينا أهل السياسة !

بين انتخابات الرئاسة الأميركية التي تتجه نحو الحسم بعد أسبوع، والانتخابات البرلمانية، التي تتجه نحو الحسم بعد شهر، جبال جليد أذابها «الكوفيد» وأنهار جففها الانهيار مالياً واقتصادياً ونفطياً، ووديان تاهت فيها صرخات السياسة !

ثاني انتخابات يخوضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان فوزه في حد ذاته حدثاً، وأول انتخابات تعيشها الكويت وفق الظروف الطبيعية في ظروف غير طبيعية، ومع ذلك لا شيء طبيعياً، ولا شيء يشي بعودة أي شيء إلى طبيعته!

رغم تغيّر كل شيء تتراجع حظوظ التغيير، باتفاق العالم على أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، رغم أن ما كان لم يكن الأفضل !

المتراجع الحقيقي في كل ما كان وكل ما سيكون، التحليل المنطقي للأحداث المتوالية، التي تبنت اللامنطق نهجاً لها وأسلوب حياة يتحدى الحياة حتى تحدتنا بفيروس لا يُرى بالعين المجردة، فصغّرنا عقولنا لتحديه، هل سمعتم رئيس دولة كبرى يتحمل مسؤولية مواجهة فيروسات صغرى؟

وفي مواجهة أخرى، بعد «تلاتشر» سنة، سننتخب، من دون حلول دستورية وأحكام قضائية وانتخابات فجائية، هذه الانتخابات الأولى المتوقعة من دون نتائج متوقعة، أو بالأصح كل شيء فيها غير متوقع، دعواتها، ندواتها وحتى بوفيهاتها !

خَسِرت جميع الانتخابات السابقة منذ 2003 إلى 2016 استعداداتها المتوقعة زمانياً، لكنها حافظت على كل ما هو متوقع، وحين عادت لتنعقد في وقتها المتوقع لم تعد شيئاً متوقعاً، وكأن كفة الميزان تميل دوماً إلى مخالفة التوقعات، ومع ذلك اعتدنا أن نتوقع كل شيء في الانتخابات، وأن نقبل توقعاتنا سواء أصابت أم لم تصب، لأننا جربنا كل شيء!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي