No Script

في الصميم

بأبي وأمي أنت يارسول الله...

تصغير
تكبير

إنها سقطة كبيرة وقع فيها الرئيس الفرنسي ماكرون، عبر خطابه الأخير المتلفز، وقوله إن بلاده لن تتخلى عن الرسومات الساخرة، وذلك في معرض حديثه عن المدرس الفرنسي، الذي قتل بعد نشره صوراً مسيئة لأفضل الخلق نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، وتأكيده على مواصلة فرنسا الدفاع عن الحرية من خلال عدم التخلي عن تلك الرسومات المسيئة!

فالرئيس الفرنسي - وعبر تصريحاته المتلفزة تلك - إما أنه لم يقرأ التاريخ جيداً، وإما أنه لا يدرك تماماً الآثار غير الإنسانية المترتبة على إذكاء البغضاء بين الديانات، في الوقت الذي دعت فيه الأمم إلى حوار الأديان والتقريب بين الحضارات!.. أفلم يدرك كل هذا الرئيس الفرنسي؟!

فما المبرر لقيام أي كان بالخوض في سيرة أفضل الخلق، المنتقل إلى جوار ربه منذ أكثر من 1400 سنة.

فإلى أي حرية تخضع تلك التصريحات والدعوات، التي أطلقها ماكرون، فهل الحرية ليس لها حدود، أم أنها تنتهي عندما تنتهك حريات الآخرين، وتؤذيهم في معتقداتهم، وتتناول رموزهم بالسخرية والإساءة؟ فهل هذا هو النهج التعليمي الذي يراه الرئيس الفرنسي للأجيال الفرنسية والأوروبية، عبر تناول الرموز الدينية بالإساءة؟ وكأن المواضيع المتعلقة بالدنيا والحياة انتهت، ولم يبق إلاّ هذا الموضوع للخوض فيه.

فها هي الشعوب العربية الحية، قامت بالعديد من الإجراءات من دون انتظار أي توجيه، خصوصاً حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية.

وفي جميع الأحوال فإن تصرف الرئيس الفرنسي يعد سقطة لا تغتفر بأي حال من الأحوال! وعدم تقدير للأمور، مما يضع علامة استفهام كبيرة في علاقات الأمة العربية والإسلامية، حول ضرورة اتخاذ المواقف اللازمة معه، فهو لايدرك أن ما قام به يؤدي إلى الاضرار بالعلاقات بين فرنسا وأوروبا، وبين الدول العربية والإسلامية، فهو كمن يلعب بالنار من دون أن يدرك مدى خطورتها.

وضمن المسار ذاته وعلى صعيد ردود الفعل العربية والإسلامية، فإننا نحيي المواقف المتعددة التي نددت بموقف الرئيس الفرنسي ماكرون، وعلى رأسها دعوة رئيس مجلس الأمة الكويتي الأستاذ مرزوق علي الغانم، عندما دعا حكومة دولة الكويت إلى أن تستنكر الإساءات المتكررة المقصودة لرموز الإسلام، خصوصاً نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، كما نشيد ببيانات دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية، في استنكار تصرف الرئيس الفرنسي ماكرون.

بأبي أنت وأمي يارسول الله... والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي