No Script

ربيع الكلمات

نواف الخير... شيخ التواضع

تصغير
تكبير

من الصعوبة بمكان أن تجتمع قلوب الناس في قلب رجل واحد، أو حتى تتفق عقولهم على قضية واحدة من دون أن يعارض أحد أو يبرز برأي مغاير عنهم، وبعد ذلك الاجتماع بين القلوب والعقول يتم التخلص من كل المصالح الآنية الضيقة في سبيل الوطن، في لوحة جميلة رائعة رسمتها ريشة فنان محترف لا يريد لنفسه أي شيء، وإنما ليمتع الناظرين بجمال لوحته ولتكون على هيئة وصفات «شيخ التواضع».

قد يعجز الإنسان عن ذكر مآثر أو صفات لأحد الأشخاص، فما أن تكتب كلمه حتى تشعر بأنها لم توفه حقه، فتحاول أن تبحث عن بعض الكلمات في حق شيخ «شيخ التواضع» سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الذي عرفه الكويتيون فأحبوه.

عُرف بتواضعه وأخلاقه السامية ونظرته الصائبة ورأيه الحكيم لما فيه خير الكويت والكويتيين، كما عرفوا فيه اللين في التعامل من غير ضعف والحزم في الحق والوقوف معه، حكيم يضع مصلحة الكويت وأبناء الكويت فوق كل اعتبار مهما كانت الظروف، وعبّرعن ذلك في كلمة سموه التي القاها في مجلس الامة بعد مبايعة النواب له ولياً للعهد عام 2006، حين قال: «إنني بكل الفخر والاعتزاز أحني هامتي إجلالاً وإكباراً لهذا الوطن العظيم وشعبه الوفي الكريم، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو أمير البلاد».

وإن الاجماع الشعبي والبرلماني على مبايعة سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد، بعد الأمر الأميري باختياره لهذا المنصب، جاء من معرفة أهل الكويت بشخص سموه، ولهذا كان إجماعهم على مبايعة سموه ولياً للعهد تتويجاً لحب سموه لكل أهل الكويت وحبهم لسموه وذاته، التي تتصف بصفات إنسانية تميزها الرحمة والعدل بين الناس والإنفاق على الخير ومن أجل الخير داخل وخارج الكويت، فسموه يضع أهل الكويت في قلبه وينزلهم منزلة عالية في نفسه.

ومن نافلة القول إن سمو الشيخ نواف الأحمد أحد مؤسسي الكويت الحديثة فكان لسموه بصمة في العمل السياسي، حيث عينه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم «محافظاً لحولي» عام 1961، وظل في هذا المنصب حتى عام 1978 عندما عُين وزيراً للداخلية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وفي 1988 تولى وزارة الدفاع، وعام 1991 تولى سمو الشيخ نواف الأحمد حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وفي عام 1994 تولى سموه منصب نائب رئيس الحرس الوطني، وعيّن عام 2003 وزيراً للداخلية، وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه ولياً للعهد في عام 2006.

إن سمو الأمير سيرته حافلة وتاريخه يشهد له بأنه القوي الأمين وخير من يؤتمن على الكويت، فهو قادر بعون الله على حمل تلك الأمانة التي انتقلت إليه من خير سلف، وهو خير من يستودع الأمانة الكبرى.

ولاشك أن العالم يمر بمخاض كبير لا ندري متى سينتهي، خصوصاً مع انتشار فيروس «كورونا»، والمرحلة المقبلة تتطلب تلاحماً وفتح صفحة وطنية جديدة بعيداً عن كل الصراعات.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يرزق سموه بطانة صالحة، تعينه على السير قدماً بالبلاد إلى ما فيه خير العباد، آخذين نصب أعينهم مخافة الله عزوجل في السر والعلن، وأن يضعوا مصلحة الكويت فوق كل اعتبار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي