وداعاً يا صاحب السمو... وداعاً يا أمير الإنسانية... وداعاً يا قائد بلادنا... وداعاً يامن لذكراك الخلود... وداعاً لمن سطر التاريخ اسمك وأعمالك بأحرف من ذهب... وداعاً لحقبة زمنية جميلة مضت... وداعاً لتاريخ وأحداث من الصعب أن تُنسى! رحل تاريخ عملاق في علم وأعمال السياسة... رحل مواطن خدم الوطن عقوداً طويلة مضت بلا كلل ولا ملل...
رحل قائد فذ قاد البلاد بحنكة واقتدار... رحل رجل استطاع أن يخرج الكويت إلى بر الأمان وهي تواجه أزماتها الداخلية والخارجية في ظل أمواج السياسة العاتية والمتلاطمة! رحل أمير استطاع أن يحمي الكويت وأمنها وأمانها... رحل محنك وازن الأمور في أحلك الظروف لمصلحة الوطن... رحل إنسان تجلت الإنسانية بأسمى معانيها فيه...
رحل فكان له كل التقدير والاحترام من دول العالم أجمع... رحل وترك إرثاً زاخراً أعان من بعده على حمل الأمانة! وعلى الرغم من المصاب الجلل، إلا أنني - وكأي مواطن كويتي - أقف مرفوع الرأس وأنا أشاهد دول العالم أجمع تنعى أميرنا، ويجمع الكل على دوره الفعال في خدمة الأمن والاستقرار وخلق التوازن وبناء العلاقات والسعي وراء التصالح والتسامح بين دول العالم أجمع، وفي نصرة المظلوم وإعانة المحتاج ودعم السلام!
هذه هي الكويت وهؤلاء هم قادتها وحكامها، محل فخر وشموخ وتقدير واعتزاز لكل مواطن كويتي، فمَن منا نسي الشيخ جابر والشيخ سعد؟ ومَن منا سينسى الشيخ صباح؟ فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر مسمى، عظم الله أجركم يا أهل الكويت وأعانكم الله على هذا المصاب الجلل.