برلين- كونا- في وقت تختلف الأوساط السياسية والشعبية الألمانية على معالجة تبعات ازمة اللجوء وتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الى الاراضي الألمانية تتفق جميع شركات صناعة السيارات الألمانية على حاجتها لهؤلاء اللاجئين وعلى ضرورة تأهيلهم بأسرع وقت ممكن وتسريع عبورهم الى قطاع صناعة السيارات الذي يعتبر احد اعمدة اكبر اقتصاد في اوروبا.فقد اعتبر اتحاد صناعة السيارات الألمانية (في دي ايه) في تصريحات لافتة ان جميع شركات صناعة السيارات الألمانية تجمع على ضرورة اعتبار اللاجئين فرصة لها من اجل تعويض نقص العمالة المؤهلة التي تحتاج اليها شركات صناعة السيارات وقطع الغيار.وفي هذا السياق، قال نائب رئيس الاتحاد ارنت كيرشهوف في مقابلة مع الصحيفة الألمانية المختصة بعلوم صناعة السيارات «اوتوموبيل فيرتشافتس فوخه»: «لا اعرف شركة صناعة سيارات ألمانية واحدة لا ترحب باللاجئين وأخص هنا الشركات المتوسطة المختصة في صناعة قطع غيار السيارات».وعزا كيرشهوف تصريحاته الى انه «في السنوات العشر المقبلة سيخرج نحو 130 الف موظف من قطاع صناعة السيارات لوحده الى التقاعد ولهذا فإننا نحتاج للقادمين الجدد الى بلادنا ولكن الامر يتطلب إدماجهم في نظام صناعة السيارات بسرعة كبيرة ودون عقبات بيروقراطية».وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد على مناشدة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل القطاع المهم تشغيل اللاجئين لسد النقص العمالي الذي يعاني منه معتبرة ان اللاجئين فرصة يجب استغلالها.ولاقت مناشدة المستشارة الألمانية واتحاد صناعة السيارات آذانا صاغية في أوساط معظم الشركات الألمانية المختصة بصناعة السيارات لا سيما من مجموعتي «دايملر» و«فولكس فاغن» ومواطنتهما لصناعة السيارات الرياضية «بورشه».إذ أقر رئيس مجموعة «دايملر» ديتر تسيتشه بحاجة مجموعته لمزيد من الموظفين المؤهلين مؤكدا ان اللاجئين يعتبرون فرصة للقطاع موضحا «اننا نتحدث عن لاجئين كثر لديهم شهادات عالية ومتحمسين للعمل ولهذا فإننا لن نتأخر في البحث عنهم».وتطرق الى تجربة (العمال الضيوف) الذين ساهموا في ستينات القرن الماضي في ما سمي بـ(المعجزة الاقتصادية الألمانية) قائلا «قبل عشرات السنين ساهم عمال وموظفون ضيوف في الرخاء الاقتصادي بألمانيا ونحن نعرف ان قطاعات الاقتصاد الألماني المختلفة غير قادرة على سد العجز العمالي فيها بموظفين وعمال ألمان».أما رئيس (بورشه) ماتياس موللر فلم يكتف بتشجيع الاقتصاد الألماني على إدماج اللاجئين في قطاعاته المختلفة بل أدلى بتصريحات سياسية تطالب بضرورة محاربة التطرف اليميني والتصدي لظاهرة العداء للأجانب.من جانبها، بادرت شركة (اودي) التابعة لمجموعة (فولكس فاغن) للاعلان عن وضع برامج لاستيعاب لاجئين في مصانعها قائلة في بيان صحافي «نريد ان نقدم المساعدة بسرعة ودون عقبات بيروقراطية».بدورها، طالبت غرفة التجارة والصناعة الألمانية الحكومة الألمانية بضرورة سن قوانين جديدة تساهم في التسريع بعبور اللاجئين الى اسواق العمل.وقالت الغرفة في بيان صحافي ان القوانين الألمانية المعقدة تعتبر حجر عثرة امام التحاق الشباب منهم بأسواق العمل مناشدة الحكومة الألمانية تغيير القوانين المخصصة للاقامة في ألمانيا وعدم ترحيل شباب حصلوا على تعليمهم المهني في معاهد وجامعات ألمانية والسماح لهم بالعمل في ألمانيا لمدة عامين على الاقل.كما طالب رئيس اتحاد الصناعة الألمانية (بي دي ايه) اولريش غريلو حكومة برلين بالتسريع في البت بطلبات اللجوء قائلا في مؤتمر صحافي في برلين «نطالب بالبت بشكل اكثر فعالية في طلبات اللجوء الامر الذي يتطلب ان تكون السلطات الألمانية مجهزة بشكل أفضل وان تجهز البنى التحتية اللازمة للاجئين من اجل التسريع في اندماجهم بالمجتمع والاقتصاد الألماني».