استطاعت مملكة البحرين الشقيقة أن تُثبت للعالم أنها موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط بوجود حلبة البحرين الدولية بمنطقة الصخير التي تستضيف العديد من فعاليات رياضة المحركات طوال الموسم بالإضافة الى قيام بعض الفرق من خارج المملكة بتنظيم البطولات في هذه الحلبة التي تعمل وفق المعايير المعروفة دولياً.ومن أبرز الفرق التي تذهب دوماً الى هناك في البحرين حتى المكان والتنظيم فريق «جلف رن» الكويتي الذي يُنظم سباق رسمي سنوي من 2004 وهو موعد استضافة الحلبة لأول مرة إحدى جولات سباق الفورمولا ون.وبرّهن القائمون على حلبة البحرين الدولية مدى تمتعهم وتميزهم بالخبرات المتراكمة طوال السنوات الماضية في تنظيم أقوى وأفضل سباق سنوي وهو الجولة الرابعة من البطولة الدولية «جائزة طيران الخليج» التي اقيمت على مضمار الحلبة بمنطقة الصخير بالبحرين خلال الفترة من 17-19 ابريل الجاري وهو السباق الليلي الأول هذا الموسم والليلي الثاني الذي اقيم في البحرين تحت عنوان «نوّر لياليك» فيما حمل السباق الليلي الماضي التي اقيم 2014 تحت شعار «لا يفوتك».وبكل تأكيد فإن سباق الفورمولا ون اضاء سماء البحرين وأعطى دليلاً للجميع بأن المملكة برجالها المخلصين قادرة على تنظيم أفضل وأقوى السباقات في الرياضة.وكان السائق البريطاني لويس هاميلتون تُوج بسباق البحرين وهو الفوز الثالث له هذا الموسم من اصل اربعة سباقات ولم يفلت منه سوى المرحلة الثانية التي أقيمت في ماليزيا بحصوله على «الوصافة» خلف الالماني سيباستيان فيتل.والفوز هو السادس والثلاثون لهاميلتون في سباقه الـ153 بعدما فرض سيطرته على سباق حلبة البحرين من البداية حتى النهاية، تاركا الصراع على المركز الثاني بين زميله الالماني نيكو روزبرغ والفنلندي كيمي رايكونن (فيراري) الذي خرج منتصرا من هذه المعركة قبل لفة على نهاية السباق حارما منافسه الالماني من المركز الثاني للسباق الثالث من اصل اربعة.وتقدم بطل العالم في نهاية السباق الذي تكون من 57 لفة، بفارق 380. 3 ثانية على رايكونن و033. 6 على زميله روزبرغ.وعزز هاميلتون صدارته للترتيب العام برصيد 93 نقطة، تلاه روزبرغ 66 ووفيتل 65 قبل السفر الى اوروبا لخوض السباق الاول في القارة العجوز في 20 مايو المقبل على حلبة برشلونة الاسبانية.وتصدرت مرسيدس ترتيب الصانعين برصيد 159 نقطة في المركز الأول وجاءت فيراري في المركز الثاني برصيد 107 نقاط ووليامس في المركز الثالث برصيد 61 نقطة وريد بول في المركز الرابع برصيد 23 نقطة وساوبر في المركز الخامس برصيد 19 نقطة.أول المنطلقينوخلال الحصة التأهيلية الأخيرة تمكن هاميلتون من الحصول على مركز الانطلاق الأول لسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا ون وحقق أسرع لفة في دقيقة و 32.571 ثانية، وجاء ثانيا الألماني سيباستيان فيتيل سائق فريق سيكوديريا فيراري وذلك في دقيقة و 32.982 ثانية، وفي المركز الثالث الألماني نيكو روزبيرغ سائق فريق مرسيدس ايه ام جي بيتروناس اف 1 وذلك في دقيقة و 33.129 ثانية.معادلة الألقابواعتقد جاكي ستيوارت وهو البريطاني الوحيد الذي أحرز لقب بطولة العالم للفورمولا ثلاث مرات أن رقمه القياسي لن يصمد طويلا بعد الفوز الرائع لمواطنه لويس هاميلتون في جائزة البحرين.ومر 42 عاما على فوز ستيورات بلقبه الثالث والأخير في 1973 لكن هاميلتون سائق مرسيدس وبطل العالم مرتين يسير بخطى واثقة نحو اللحاق به بعد انتصاره الثالث في أربعة سباقات هذا الموسم.وكان ستيوارت (75 عاما) من ضمن الذين أجروا مقابلات مع هاميلتون في حلبة صخير بعد انتصاره وقدم له التهنئة على الموسم الرائع الذي يتمتع به حتى الآن.وقال هاميلتون للصحافيين البريطانيين «من الجيد دائما أن يحصل المرء على تقدير من الأبطال الآخرين. لذلك هذا شعور جيد».وأضاف «قال لي شيئا بعد ذلك في الداخل. انه يتحدث دائما عن لحاقي به. قال لي انني سألحق به لكن شعوره جيد تجاه هذا الأمر».وهاميلتون بالفعل هو أكثر سائقي بريطانيا نجاحا في فورمولا ون بالنظر لعدد الانتصارات بعدما رفع رصيده إلى 36 فوزا مقابل 27 لستيوارت و31 لنايجل مانسيل لكن السنوات التي نافس فيها الثلاثة كانت مختلفة تماما.وقال هاميلتون الفائز باللقب عام 2008 مع مكلارين «أشعر بقوة بالغة في هذه السيارة مع كل الموجود لدينا».وكانت «الراي» ضمن قائمة كبيرة من الصحافيين المدعوين والمعتمدين دوليا من قبل الاتحاد الدولي للسيارات ومقره العاصمة الفرنسية باريس لتغطية هذا الحدث الذي جذب أكثر من 90 الف متفرج من داخل الحلبة، وهو أكبر حدث رياضي واجتماعي في الشرق الأوسط.ويتميز سباق البحرين باهتمام القيادة السياسية بصفة عامة وتقدير شخصي من ولي عهد المملكة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي لم يتوان عن الحضور بصورة يومية الى الحلبة والترحيب بضيوف البحرين القادمين من كل أنحاء العالم.لم يقتصر الأمر على البطولة فحسب والمنافسة الحارة داخل المضمار بل كانت هناك فعاليات كثيرة مصاحبة خارج السباق منها تنظيم حفالات غنائية، إلى جانب الحفل الغنائي لأحد أشهر المغنين في العالم الكوبي بيتبول وهو ممثل ومغني راب أميركي من أصل كوبي ولد في ميامي بالاضافة الى الغناء كانت هناك القرية الثلجية في المنطقة الترفيهية والمخصصة للترفيه العائلي، وتميزت القرية هذا العام بأنها كانت مختلفة عن الأعوام السابقة ومليئة بالعديد من العروض والفرق الموسيقية القادمة من مختلف أنحاء العالم.«الليلي» الثانيمن جانبه أكد وزير شؤون الإعلام البحريني عيسى عبد الرحمن الحمادي عن تمتع القائمين على الحلبة بخبرات كبيرة نتيجة تنظيم 11 سباقا سنويا على التوالي بدءاً من سباق 2004 وصلاً الى السباق الأخير.وبين الحمادي في تصريح خاص لـ «الراي» ان تحقيق نجاح متواصل موسماً بعد موسم ليس بالأمر السهل بل يتطلب جهوداً كبيرة من جميع القائمين على العمل في الحلبة على كافة المستويات خصوصاً أن التحدي صعب جداً بعد قيام أول سباق ليلي الموسم الماضي وهذا السباق الليلي الثاني ما أعطى اضافة نوعية للسباق.وأشاد الوزير الحمادي بالتفاعل الكبير خارج المضمار عن طريق تنظيم الفعليات المصاحبة التي تفاعل معها الجماهير بصورة كبيرة.ووجه الدعوة لجميع الخليجيين للحضور الى الحلبة والاستمتاع بكل ما يقام عليها من فعاليات طوال الموسم الرياضي ليس فقط الفورمولا بل هناك سباق الجلف رن وغيره من البطولات المهمة.وأوضح ان الأشقاء في دولة الكويت متفاعلون جداً مع رياضة المحركات بصفة خاصة وبالرياضات الأخرى بصورة عامة، موضحاً،وجود تعاون مع الاتحاد الخليجية وحلبة البحرين خصوصاً في رياضة السيارات والدراجات.خطة كبيرةمن جانبه أكد الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة أنه تم وضع خطة كبيرة وبرنامج متكامل منذ شهر سبتمبر الماضي استعدادا لاستضافة الجولة الرابعة من بطولة الفورمولا ون ولله الحمد جنينا ما زرعناه من جهد وعمل خلال الأشهر الماضية.واضاف آل خليفة، ان جميع الوفود الخارجية عبرت عن ارتياحها وسعادتها بالتنظيم الجبار للسباق الليلي الأول هذا الموسم والثاني في تاريخ إنشاء الحلبة.وبين الشيخ سلمان ان الجماهير تفاعلت مع الفعاليات المصاحبة وكانت فكرة جيدة لجذب الجماهير للحضور حتى وصلت المبيعات الى ارقام قياسية لمتحدث من قبل.