في العلوم الإنسانية، نحن وغيرنا نكتب ونتحدث عن نصائح موجهة لأحبتنا من أفراد المجتمع وفئاته وللمسؤولين عن إدارة مؤسساتنا، نجد جُلّ مشاكلنا تقف عند «المفهوم» و«المقصود».
«المفهوم» هو تلك الصورة الذهنية التي تتبلور حول فكرة أو ظاهرة أو سلوك ينقلها مطلقها من نتاج الخبرة والتجارب وجلها تهدف إلى إبراز ما هو المطلوب إتباعه... في حين «المقصود» هو المعنى الذي أراد المتحدث أو الكاتب «صانع المحتوى» إيصاله للجهة المستهدفة.
في 10 نوفمبر 2019، نشر مقال لنا بعنوان «المشكلة في مقصود لم يفهم!» وذكرنا فيه قصة بهلول المجنون، وكيف أن جلوس بهلول على أحد المقابر أثار استهجان هارون الرشيد، وعنفه بقوله «يا مجنون متى تعقل». وأنصح بقراءة المقال.
إن المفهوم الذي لم يُقصد اليوم فنعني به أن بعض ما يُقال أو يكتب تُعد نصائح لم يعِ المتلقي القصد من ورائها.
أغلب مشاكلنا تقع بسبب سوء الفهم لكلام البعض ولا يعكس حقيقة مقصد المتحدث أو الكاتب، ولهذا نهانا الله عن سوء الظن «الفهم الخاطئ من القصد» بقوله تعالى «اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم».
الشاهد، أننا قبل أيام تحدثنا مع زملاء حول مفهوم التنمية من منظور اقتصادي وأهمية «الرأسمال البشري» والتعليم والرعاية الصحية وتنوع مصادر الدخل وغيره من الخدمات.
نستمر في تقديم النصيحة حيث القصد هو تحقيق غايات التنمية، خذ عندك، نحن نبيع النفط... وحري بنا تحويله إلى بتروكيميكال مما يحقق أموالاً طائلة ستشكل أضعافاً مضاعفة من سعر البرميل... وهناك شركات صينية وغيرها تستطيع القيام بذلك دون أن ندفع فلساً واحداً ونحقق إيرادات كبيرة جداً.
قس على هذا التوجه في التعليم، الرعاية الصحية وغيرهما من الخدمات.
وللعلم إن مشروع «قياس المستوى المعيشي» للأفراد الذين يعتبرون أساس الاقتصاد أرى أنه يحتاج إلى تركيز واهتمام بجانب المشاريع الأخرى.
الزبدة:
المفهوم لم يُقصد، فلعله يأتي اليوم الذي نستشعر فيه أهمية «الفهم» الذي أراد صاحب الخبرة والعلم والمعرفة إيصاله!
نتمنى أن يتم تشكيل فريق حكومي متابعة لما يُقال ويكتب لمعرفة «الفهم» و«القصد»... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi