في خطوة أثارت انتقادات واسعة من قبل خبراء التقنية الذين وصفوها بالتدخل المفرط في خيارات المستخدمين، أطلقت شركة «مايكروسوفت» تحديثاً جديداً لنظام التشغيل «ويندوز 11»، وهو التحديث الذي يهدف إلى منع المستخدمين من تحميل متصفح «غوغل كروم».
ويعرض التحديث تحذيرات متعددة عندما يحاول المستخدمون تحميل «غوغل كروم»، إذ تظهر رسالة تقول «لا تحتاج إلى متصفح جديد»، متبوعة بمربعات حوار إضافية تحث المستخدمين على البقاء مع متصفح «إيدج» الخاص بـ«مايكروسوفت».
ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن النوافذ المنبثقة الجديدة تظهر عند محاولة تحميل «كروم» من موقع «غوغل» الإلكتروني باستخدام «إيدج»، وتتضمن الرسائل ادعاءات بأن «إيدج» يعمل على التقنية نفسها مثل «كروم»، لكنه يوفر ثقة «مايكروسوفت».
وانتقد خبراء الأمن السيبراني هذه الخطوة، واصفين إياها بالتكتيك التلاعبي الذي يذكرهم بممارسات «مايكروسوفت» في التسعينات عندما واجهت الشركة قضايا احتكار بسبب فرض متصفح «إنترنت إكسبلورر» على المستخدمين.
ومن جهة أخرى، أشار محللون إلى أن «مايكروسوفت» تحاول تعزيز حصة سوق «إيدج» الذي يمتلك نحو 13 في المئة فقط من السوق العالمية مقارنة بنحو 65 في المئة لـ«غوغل كروم»، إذ يرون أن استخدام نظام التشغيل المهيمن لمنع المنافسين يمثل ممارسة مناهضة للمنافسة.
وأوضح بعض الخبراء أن المستخدمين لايزالون قادرين على تجاوز التحذيرات وتثبيت «كروم» إذا اختاروا ذلك، لكنهم انتقدوا التكتيك باعتباره يخلق احتكاكاً غير ضروري ويشكك في احترام «مايكروسوفت» لاختيارات المستخدمين.
وقالت «مايكروسوفت» في بيان إن هذه الإشعارات تهدف إلى إعلام المستخدمين بفوائد «إيدج»، لكن النقاد يرون أن التوقيت والتكرار والطبيعة التدخلية للرسائل تتجاوز الإعلام البسيط وتدخل في منطقة الإجبار.
ودعا خبراء المستخدمين إلى الوعي بهذه التكتيكات ومواصلة ممارسة حقهم في اختيار المتصفح الذي يفضلونه، مؤكدين أن المنافسة الصحية في سوق المتصفحات تعود بالنفع على جميع المستخدمين من خلال تشجيع الابتكار وتحسين الأداء.