توصلت دراسة نفسية اجتماعية حديثة إلى أن الإنسان يصبح في النهاية نتاجاً لما يفعله بشكل متكرر، مشيرة إلى أنه إذا لم تكن العادات اليومية تساعدك، فهي تؤذيك بالتأكيد.
وأوضح خبراء في مجال علم النفس السلوكي أن هناك عادات شائعة ومنتشرة تستنزف 90 في المئة من سعادتك الحياتية إذا سمحت لها بذلك، داعين إلى تحديدها والعمل على تغييرها.
وبحسب التقرير، فإن أبرز تلك العادات:
1 - التركيز على كيف «يجب» أن تكون الحياة في كل خطوة على الطريق: ينصح الباحثون باستخدام الإحباط وعدم الراحة لتحفيزك بدلاً من إزعاجك، مؤكدين أنك تتحكم في الطريقة التي تنظر بها إلى الحياة.
وشددوا على أن استجابتك دائماً أقوى من ظروفك الحالية، موضحين أن جزءاً صغيراً من حياتك يُحدد بظروف خارجة عن السيطرة تماماً، بينما تُحدد الغالبية العظمى من حياتك باستجاباتك.
2 - الرغبة في السيطرة على ما لا يمكن السيطرة عليه: ينبه الباحثون إلى أنه إذا كان بإمكانك إصلاح مشكلة فافعل ذلك، وإذا لم تستطع فاقبلها وغير أفكارك بشأنها.
ونوهوا إلى أن بعض اللحظات الأكثر قوة في الحياة تحدث عندما تجد الشجاعة للتخلي عما لا يمكن تغييره.
3 - التمسك بشدة بالطريقة التي كانت عليها الأشياء ذات يوم: يوضح المحللون أنك لست الشخص نفسه الذي كنت عليه قبل عام أو شهر أو حتى أسبوع، مشيرين إلى أنك تتعلم وتنمو دائماً، والحياة تتطور دائماً.
وأكدوا على ضرورة التواضع والاستعداد للتعلم، مضيفين أن العالم غالباً ما يكون أكبر من رؤيتك للعالم وأن هناك دائماً مجالاً لفكرة جديدة أو خطوة تالية.
4 - عدم التسامح مع الذات: ينصح الباحثون بالتسامح مع النفس على القرارات السيئة التي اتخذتها في الماضي، وعلى الأوقات التي افتقرت فيها إلى الفهم، وعلى الخيارات التي أضرت بالآخرين وبنفسك عن طريق الخطأ.
5 - الاستسلام بلا نهاية للأمر الواقع: يشير الخبراء إلى أن هناك الآلاف من الناس الذين يعيشون حياتهم بأكملها على الإعدادات الافتراضية، من دون أن يعترفوا أبداً بحقيقة أنه يمكنهم تخصيص كل شيء.
ونصحوا بعدم الاختباء وراء التردد أو الكسل، مؤكدين على ضرورة فعل ما تفعله بشغف وتواضع وصدق، لأنه الشيء الصحيح وليس من أجل التصفيق.
6 - مقاومة الأفكار والدروس الجديدة: فتلك من العادات المضرة، حيث شدد الباحثون على ضرورة عدم التوقف عن التعلم والاستثمار في النفس، داعين إلى البحث والقراءة والتفاعل مع الناس بما في ذلك أولئك الذين يفكرون بشكل مختلف.
وأضافوا أنه يجب ألا تنمو في المعرفة فقط، بل كن شخصاً يرد الجميل، مستخدماً ما تتعلمه لإحداث فرق حقيقي ودائم.
7 - البحث المستمر عن القناعة العابرة: يشرح الخبراء أن هناك نوعين من القناعة في الحياة: العابرة والدائمة. وبينوا أن النوع العابر يُستمد من لحظات الراحة المادية، بينما يتحقق النوع الدائم من خلال النمو التدريجي والتقدم في الأمور المهمة حقاً بالنسبة لك.
وحذروا من عدم الاستقرار، مشددين على ضرورة عدم مقايضة ما تريده أكثر بما تريده نوعاً ما في الوقت الحالي.
8 - القلق الدائم بسبب قصص الآخرين: يوصي الباحثون بعدم الرضا الشديد عن قصص نجاح الآخرين وكيف سارت الأمور بالنسبة لهم، لدرجة أن تنسى كتابة قصتك الخاصة، وأكدوا على ضرورة جعل نفسك أولوية، موضحين أن التغيير المذهل يحدث عندما تقرر جعل نفسك أولوية، وأن ذلك يعني استهلاكاً أقل وإنتاجاً أكثر، ورفض السماح للآخرين بالتفكير والتحدث واتخاذ القرارات نيابة عنك.
9 - الخوف من الإخفاقات الصغيرة الضرورية: أكد الباحثون أنه في بعض الأحيان يجب علينا حرفياً أن نفشل عشرات المرات لننجح، مشيرين إلى أنه بغض النظر عن عدد الأخطاء التي ترتكبها أو مدى بطء تقدمك، فأنت لا تزال متقدماً بكثير على كل من لا يحاول. ونوهوا إلى أن الفشل ليس السقوط، بل الفشل هو البقاء ساقطاً عندما يكون لديك خيار النهوض مرة أخرى.
10 - انتظار اللحظة «المثالية» لاتخاذ الخطوة التالية: حذر الباحثون من أن كثيراً من الناس ينتظرون أن تصطف النجوم لفعل ما هم هنا لفعله، سواء كانت اللحظة المثالية أو الفرصة المثالية أو الحالة المثالية للوجود.
وحذروا من «الانتظار» لمعظم حياتك، مؤكدين أنك ستنجح في النهاية ليس بإيجاد لحظة مثالية، بل بتعلم رؤية واستخدام عيوب الحياة كنقاط انطلاق. وأضاف الخبراء أنه إذا شعرت بأنك أضعت الكثير من الوقت والفرح والسلام على نقطة أو أكثر من النقاط المذكورة، فيجب عليك اختيار أي مجال في حياتك تريد تحسينه، وكتابة التفاصيل المحددة حول ظروفك الحالية والعادات اليومية التي ساهمت فيها، ثم وضع خطة للتحسين.