حذر خبراء في مجال الصحة النفسية من أن نمط النوم السيئ يمكن أن يؤدي إلى خلق حلقة مفرغة خطيرة بين اضطرابات النوم والمشاكل النفسية، لاسيما خلال فترة الحمل.

وأوضح باحثون من خلال دراسة أجريت في «جامعة دينفر» أنه عندما تحصل على ليلة نوم سيئة، فقد تشعر طوال اليوم بالخمول وعدم التركيز، وقد لا تمنحك الأشياء التي عادة ما تكون ممتعة أو مثيرة.

وأفادت الدراسة بأن مشاكل النوم والصحة النفسية غالباً ما تسير جنباً إلى جنب، إلى أن مشاكل النوم هي أعراض أساسية للاكتئاب، مضيفة أن هناك أدلة قوية على أن مشاكل النوم تساهم في العديد من اضطرابات الصحة النفسية، بما في ذلك الفصام واضطراب ما بعد الصدمة.

ومع ذلك، فإن صحتنا النفسية تؤثر أيضاً على مدى جودة نومنا، حيث يمكن أن تجعل القضايا مثل الأفكار المؤلمة وصعوبة الاسترخاء من الصعب على الناس النوم أو البقاء نائمين، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم مشاكل النوم.

ونوه الباحثون إلى أن هذه القضايا واضحة بشكل خاص أثناء الحمل، عندما يمكن أن يكون للآثار الدائرية للنوم غير الكافي وتحديات الصحة النفسية آثار ضارة على الأمهات وذريتهن. وأوضحوا أن النوم أساسي لكي يعمل الجسم والدماغ بشكل صحيح، مشيرين إلى أن النوم مهم لتأسيس إيقاعات الساعة البيولوجية، التي تعمل على تحسين اليقظة خلال النهار والراحة في الليل.

وعلاوة على ذلك، أشار التقرير إلى أن إيقاعات الساعة البيولوجية تؤثر على عمليات بيولوجية مهمة أخرى، بما في ذلك إنتاج الجسم لهرمون التوتر الكورتيزول.

وذكر الباحثون أن الكورتيزول يتبع إيقاعاً يومياً حيث يكون في أعلى مستوياته بعد وقت قصير من الاستيقاظ في الصباح وأدنى مستوياته في منتصف الليل، مضيفين أن الاضطرابات في النوم الطبيعي يمكن أن تؤدي إلى صعوبات في التنظيم اليومي لمستويات الكورتيزول، وهو الأمر الذي قد يكون له آثار سلبية على الصحة النفسية والقدرة على إدارة الإجهاد بشكل فعال.

وبحسب الدراسة، فإن النوم أمر أساسي للعمل السليم للجهاز المناعي، الذي له بدوره آثار على الصحة النفسية والبدنية. وأوضح الباحثون أن اضطرابات النوم ارتبطت باستجابات مناعية أسوأ ضد الفيروسات والتحديات الأخرى للجهاز المناعي، وهو الأمر الذي يجعل من الصعب البقاء بصحة جيدة والتعافي بعد المرض. وأضافوا أن اضطرابات النوم تؤدي أيضاً إلى التهاب أكبر، وهو عندما تصبح استجابات الجهاز المناعي الطبيعية مفرطة النشاط، مشيرين إلى أن الالتهاب يكمن وراء مشاكل الصحة النفسية والبدنية، بما في ذلك الاكتئاب وأمراض القلب والسرطان.

وعلاوة على ذلك، شدد التقرير على أن هذه الدورات بين النوم السيئ وتحديات الصحة النفسية يمكن أن تكون إشكالية بشكل خاص أثناء الحمل.

وذكر الباحثون أن الأعراض الشائعة للحمل تشمل الغثيان وحرقة المعدة وآلام الظهر والمفاصل والتشنجات والرغبة المتكررة في التبول والانقباضات، وكل ذلك يمكن أن يجعل من الصعب الحصول على نوم مريح. ولفتوا إلى أن نحو 76 في المئة من النساء الحوامل يبلغن عن مشاكل في النوم في مرحلة ما من حملهن، مقارنة بـ 33 في المئة فقط في عموم السكان.

وختم التقرير بنصيحة الخبراء بضرورة الفحص القياسي لمشاكل النوم في الزيارات الطبية، نظراً للآثار المحتملة للنوم غير الكافي على كل من الأمهات وأطفالهن.

وحثوا الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في النوم على إبلاغ طبيبهم وطلب التوجيه لتحسين النوم، مؤكدين أن النوم الصحي ضرورة لتحسين صحتك النفسية أثناء الحمل وفي جميع أوقات الحياة.