شهد اجتماع الدورة الثانية للجنة الكويتية الأوزبكية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني اليوم الاثنين، برئاسة وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة الدكتور صبيح المخيزيم، ووزير الاستثمار والتجارة والصناعة الأوزبكي لذيذ كودراتوف، توقيع مجموعة من الاتفاقيات في مجالات عدة.

وخلال الاجتماع، أكد المخيزيم أنه خلال فترة قصيرة امتدت لـ12 شهراً شهدت العلاقات الثنائية تعزيزاً غير مسبوق، كان يتطلّب عادة سنوات من العمل الدبلوماسي المتواصل وفي مجالات عدة.

وذكر المخيزيم أن التزام الكويت بالتنويع الاقتصادي وتطوير القطاع المالي وتعزيز الشراكات الاستثمارية العالمية يخلق فرصا واعدة للمستثمرين والشركات الأوزبكية، داعياً القطاع الخاص في البلدين للمبادرة، في ظل وفرة الفرص المتاحة والمتنوعة سواء مجالات الطاقة والبنية التحتية والخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا والرعاية الصحية والزراعة والسياحة والخدمات المالية.

مجالات واعدة

وأضاف أن هناك مجالات واعدة يمكن أن تزدهر فيها شراكة البلدين من بينها الطاقة ومصادرها المتجددة حيث تمتلك الكويت خبرة عميقة في القطاع، فيما تعمل أوزبكستان على توسيع قدراتها في الطاقة التقليدية والمتجددة، ما يفتح المجال أمام الاستثمارات المشتركة وتبادل الخبرات والتعاون التقني، إلى جانب مجال الزراعة والأمن الغذائي، حيث إن الجمع بين الإنتاج الزراعي والأراضي الخصبة في أوزبكستان، والقدرات الاستثمارية الكويتية، يخلق فرصاً قوية لشراكات زراعية مستدامة تعزز الأمن الغذائي.

وأضاف المخيزيم أن من المجالات كذلك الأسواق المالية وصناديق الاستثمار في ظل نمو القطاع المالي في أوزبكستان، والخبرة العالمية للكويت في الاستثمار، حيث تتوافر فرص للتعاون في مجالات المصارف، والتأمين، والتقنيات المالية، والاستثمار في المحافظ المالية، إلى جانب قطاع التكنولوجيا والابتكار، حيث يمكن أن يكون التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، والخدمات الرقمية، والتقنيات الحديثة ذا جدوى كبيرة.

وفي مجال التعليم والعلوم والبحث العلمي، لفت المخيزيم إلى إمكانية تعزيز التبادل بين الجامعات والمؤسسات العلمية والبرامج التقنية من شأنه إعداد جيل جديد من الكفاءات القادرة على مواصلة مسيرة الشراكة الثنائية.

مسار سمرقند الكويت

وفي كلمة مماثلة، قال كودراتوف، إن هناك أكثر من 30 شركة أوزبكية تعمل مع نظيراتها الكويتية، وتُجري مباحثات حول عقود وصفقات جديدة من شأنها تعزيز الشراكة الاقتصادية.

وكشف عن تنفيذ شحنة تجريبية للبضائع مع الكويت من أوزباكستان الشهر الماضي، حيث وصلت من سمرقند خلال 15 يوماً، حيث أثبت المسار كفاءته، لافتاً إلى العمل لإنجاز تجربة جديدة عبر الموانئ الشمالية لإيران وهي أقرب للكويت، إذ يعتقد أن هذا المسار سيسهم في تقليص زمن النقل، بما يضمن وصول البضائع بين البلدين بين 7 و8 أيام.

«الجزيرة» تعزز التجارة

وأشاد كودراتوف بالرحلات الجوية التي تقوم بها شركة طيران الجزيرة وزيادة الرحلات وتحسين جودتها، ما يسهم في تعزيز التجارة وزيادة الاستثمارات وتوسيع نطاق التفاعل وتعميق علاقات الشعبين.

وسلط الضوء حول مجموعة من الفرص التي يمكن من خلالها تحويل الطلعات إلى مشروعات مشتركة ملموسة في عدة مجالات أولها المجال التجاري حيث تضاعف التبادل التجاري بين البلدين 5 مرات في خمس سنوات ماضية، مبيناً أن تسهيل نمو حجم التجارة بما يتوافق مع إمكانات البلدين يحتاج البدء في مشاورات حول الاعتراف المتبادل بالمواصفات والمعايير بين البلدين.

وأبدى الاهتمام بالشراكة مع عدد من الشركات المحلية الكويتية ورواد الأعمال في مجالات متنوعة سواء في مجال الغذاء أو الطب وغيرها، لافتاً إلى أن هناك 9 مشروعات مشتركة برؤوس أموال كويتية في أوزباكستان، وأخرى قيد التطويرإلى جانب العمل على أفكار ومبادرات جديدة أخرى.

وتابع: «لدينا اهتمام بالتعاون في صناعة البتروكيماويات، حيث تمتلك أوزبكستان قاعدة صناعية كيميائية قوية تضم أكثر من 20 منشأة صناعية تنتج أنواعاً مختلفة من الأسمدة، والبوليمرات، والبلاستيك، داعياً الشركات الكويتية للمشاركة في مشروعات مشتركة تحقق منافع متبادلة، كاشفاً عن البدء بمحادثات مع شركات بتروكيماوية كويتية».

تطوير العقارات

ولفت إلى أن أوزبكستان تشهد نمواً سكانياً سريعاً حيث يولد نحو مليون طفل سنوياً، ما يرفع الطلب على الإسكان والعقارات بشكل متزايد، مضيفاً أنها بصدد إنشاء «المدينة الجديدة» تستوعب مليوني نسمة، يتم فيها تدريجياً نقل المؤسسات الحكومية، وهناك اهتمام من شركات كويتية بالمشاركة في المشروع، مثنياً على جهود الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لدراسة المشروع من خلال إعداد دراسات الجدوى، ومن ثم المساهمة في تمويل البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك إمدادات الكهرباء.

وقال كودراتوف إنه يمكن أن تكون أوزبكستان شريكاً موثوقاً للكويت في مجال الأمن الغذائي فهي تنتج 30 مليون طن من الفواكه والخضراوات، حيث نُعد من أكبر المورّدين عالمياً للكرز، والمشمش، والخوخ، والعنب، كما يمكن تطوير شراكات طويلة الأمد تسهم في تعزيز الأمن الغذائي.

ولفت إلى أنه «يمكن أن تكون الكويت بوابة عبور للمنتجات الزراعية من آسيا الوسطى إلى دول الخليج، حيث هناك إيمان لدينا أن الشراكة الزراعية تسهم أيضاً في دعم الأمن الغذائي لمنطقة مجلس التعاون الخليجي».

عبدالعزيز الهديب: «هيئة الاستثمار» تبحث عن الشراكات طويلة الأجل

قال المدير التنفيذي بالتكليف في قطاع التخطيط ومساندة الإدارة العليا في الهيئة العامة للاسثتمار عبدالعزيز الهديب، إن التنمية في أوزباكستان وما تتسم به من انفتاح على الشراكات الدولية تعتبر من العوامل المشجعة، كما أن هذه الاجتماعات توفر منصة مهمة لتنسيق الأولويات والاستكشاف في مجالات الاهتمام المشترك، لاسيما في قطاعات البنية التحتية، وتحول الطاقة، والخدمات اللوجستية، والأمن الغذائي، والخدمات المالية.

عماد الزيد: «الغرفة» تسعى لفتح آفاق جديدة للتعاون

أكد المدير العام المساعد لغرفة تجارة وصناعة الكويت عماد الزيد، أن الاهتمام المشترك بين البلدين ينصب على دعم وتطوير وتشجيع مجتمع الأعمال وفتح آفاق جديدة للتعاون معرباً عن الارتياح للنتائج الإيجابية التي حققها منتدى الأعمال الكويتي–الأوزبكي.

ريم الفليج: مهتمون بالتعاون بالأمن الغذائي

قالت رئيس مجلس الإدارة، المدير العام في الهيئة العامة للغذاء والتغذية ريم الفليج، إن الهيئة تولي اهتماماً بالغاً للتعاون في مجالات سلامة الغذاء والأمن الغذائي، بوصفها ركيزة أساسية للصحة العامة ولأنظمة غذائية مستدامة.

أسيل المنيفي: آلية فنية لترجمة القرارات

أكدت وكيل وزارة المالية أسيل المنيفي، أن الدورة الثانية للجنة، وفّرت منصة مهمة لدفع الأهداف المشتركة قدماً، داعية لتطوير آلية فنية منظمة للمتابعة، تهدف إلى ضمان ترجمة قرارات وتفاهمات هذه اللجنة إلى نتائج ملموسة وقابلة للقياس.