تجري الولايات المتحدة، اتصالات دبلوماسية من خلف الكواليس، لعقد لقاء ثلاثي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في منتجع مار إيه لاغو - فلوريدا، في نهاية ديسمبر الجاري.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، أن «ثمة احتمالاً جيداً لأن يتوصل الجانبان إلى تفاهمات وأن تعقد القمة الثلاثية».

«خطة النقاط الـ 20»

إلى ذلك، تمارس واشنطن ضغوطاً كبيرة على نتنياهو للموافقة على أن يعلن ترامب الانتقال إلى المرحلة التالية من «خطة النقاط الـ 20».

ويؤكد مسؤولون أميركيون أنّ الخطة ستؤدي إلى نزع سلاح حركة «حماس»، خلافاً للشكوك الكبيرة السائدة في إسرائيل في شأن قدرة القوة الدولية المستقبلية على تحقيق ذلك.

ويحذّر مسؤولون في المنظومة الأمنية من أن حركة «حماس» تُؤخّر عمداً نقل جثمان الأسير الأخير، لأنها تستفيد من المرحلة «أ» من اتفاق وقف النار، التي تخدم مصالحها في السيطرة على القطاع وتعزيز حكمها، ومن المتوقع أن تتضرر من المرحلة «ب» والتي تُلزَمها فيها، بالتخلي عن السلاح وتسليم الحكم.

وتقدّر الجهات الأمنية أنّ على إسرائيل أن تدرس ممارسة ضغط على الحركة لدفعها إلى نقل الجثمان والانتقال إلى المرحلة «ب»، وذلك عبر تقليص إدخال السلع إلى القطاع أو عبر ضغط عسكري يتمثل بمناورة برية إضافية، رغم الضغط الأميركي للانتقال إلى المرحلة «ب» قبل استعادة الجثمان.

جماعات مناهضة لـ «حماس»

ميدانياً، تؤكد جماعات تعمل في مناطق تسيطر عليها إسرائيل، أنها ورغم مقتل أبرز قادتها، فستواصل القتال ضد «حماس»، كما كشفت عن تجنيد المزيد من العناصر منذ وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، مع تطلعها إلى لعب دور في مستقبل القطاع.

وأدى ظهور هذه الجماعات، رغم أنها لاتزال صغيرة وتعمل في مناطق محدودة، إلى تفاقم الضغوط على الحركة، وقد يعقد ظهورها أيضاً الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار وتوحيد قطاع غزة المنقسم والممزق بسبب الحرب التي دامت عامين.

وأقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في يونيو الماضي بدعم جماعات مناهضة للحركة، قائلاً إن إسرائيل «نشّطت» بعض الجماعات المرتبطة بالعشائر، رغم أن تل أبيب لم تقدم تفاصيل كثيرة منذ ذلك الحين.

وفي الأسبوع الماضي، قُتل ياسر أبوشباب - الرجل الذي كان يُنظر إليه على أنه محور جهود تشكيل قوات مناهضة للحركة في منطقة رفح. وتولى نائبه غسان الدهيني زمام الأمور متعهداً مواصلة النهج نفسه.

وفي السابع من ديسمبر، أعلن الدهيني عن إعدام رجلين في أواخر نوفمبر، قائلاً إنهما من مسلحي «حماس»، وأشار إلى أنهما قتلا أحد عناصر «القوات الشعبية».

ورفضت الحركة، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، حتى الآن نزع سلاحها بموجب خطة وقف النار. واتخذت إجراءات سريعاً ضد الذين تحدوا سيطرتها، ما أسفر عن مقتل العشرات بمن فيهم بعض الذين اتهمتهم الحركة بالتعاون مع إسرائيل.

ويعيش جميع سكان غزة تقريباً، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، في المناطق التي تسيطر عليها الحركة، حيث تعيد ترسيخ سيطرتها. وقالت أربعة مصادر في «حماس» إن الحركة لاتزال تحتفظ بآلاف المقاتلين رغم الضربات القاسية التي تلقتها خلال الحرب.

وأكدت ثلاثة مصادر أمنية وعسكرية مصرية، أن الجماعات المدعومة من إسرائيل كثفت نشاطها، وقدرت عدد المسلحين بنحو ألف، بزيادة 400 منذ بداية وقف النار.

وذكر دبلوماسي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الجماعات المناهضة تفتقر إلى أي قاعدة شعبية، لكنه أضاف أن ظهورها يثير مخاوف في شأن استقرار القطاع ويزيد من مخاطر الصراع بين الفلسطينيين.

ومع غياب الوضوح في شأن الخطوات التالية، تثور مخاوف من تقسيم فعلي للقطاع بين منطقة داخلية تسيطر عليه إسرائيل ويعيش فيها القليل من السكان، ومنطقة ساحلية مكتظة بالنازحين ومعظمها عبارة عن أنقاض.

«لا ندعم ولا نمول»

من جهته، أعلن ناطق باسم «فتح» أن الحركة ترفض أي مجموعات مسلحة مدعومة من إسرائيل، مؤكداً أنها «لا تمت بصلة إلى الشعب الفلسطيني وقضيته».

وأكد مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي اتصال رسمي مع المجموعات المناهضة لـ «حماس». وقال «لا نقدم أي تمويل أو دعم».

كما أشار إلى أن الجانب الأميركي «لن يختار الفائزين أو الخاسرين في غزة»، لكنه شدد على «عدم وجود أي دور مستقبلي لحماس»، موضحاً أن من سيحكم غزة سيكون قراراً يتخذه الفلسطينيون.

وحدات استيطانية

استيطانياً، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إن بلاده أعطت الموافقة النهائية على بناء 764 وحدة سكنية في ثلاث مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف أنه منذ بداية توليه منصبه في أواخر عام 2022، وافق مجلس التخطيط الأعلى الحكومي على نحو 51370 وحدة سكنية في الضفة، وهي من الأراضي التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقبلية عليها.

وتابع سموتريتش في بيان «نحن مستمرون في الثورة».

وستتوزع الوحدات بين حشمونائيم، عند الخط الأخضر في وسط إسرائيل، وجفعات زئيف وبيتار عيليت بالقرب من القدس.