شهدت مسرحية «مصاص الدماء» إقبالاً جماهيرياً لافتاً وتفاعلاً مع كل اللوحات، بعد إعادة عرضها مجدداً، إذ تعد أول مسرحية رعب كوميدية قدمها «مسرح السلام» عام 1995، من تأليف وإخراج الراحل عبدالرحمن المسلم، والدكتور عبدالعزيز المسلم.

اليوم، وبعد مضي 30 سنة، تستحضر المسرحية جيل التسعينات، وتستدعي الجيل الحالي، لمشاهدة العمل برؤية جديدة وإشراف عام من محمد الحملي، إلى جانب يوسف الحشاش.

ويُعرض العمل حالياً على خشبة نادي السالمية الرياضي بمشاركة نخبة من نجوم المسرح في الكويت.

«الفارق الطبقي»

تدور الأحداث حول قصة حب تجمع بين «سالم» الذي يجسده جمال الردهان، الشاب الفقير، و«بدرية» التي تؤديها باسمة حمادة، الفتاة الثرية وابنة المسؤول الكبير. ورغم قوة حبهما، ترفض عائلة بدرية زواجهما بسبب الفارق الطبقي، ما يدفع سالم إلى التحول إلى مصاص دماء سعياً للانتقام من والدها الذي حطم قلبه.

ومن هنا تنطلق مجموعة من الأحداث، حيث ينتقل الجمهور بين عالم البشر وعالم «دراكولا»، بعد وصول خبر غريب إلى كبيرهم، الذي يؤدي دوره عبدالله الخضر، وأبنائه عبدالعزيز المسلم وعلي الفرحان، ولكل منهم حكايات أخرى تشكّل مزيجاً بين الرعب والكوميديا.

العمل يجمع بين الرعب الخفيف والكوميديا الاجتماعية، ويطرح قضايا إنسانية عديدة مثل الحب وفراقه الأليم، اختلاف الطبقات، وكيف يمكن لقسوة الحياة أن تحوّل الطيب إلى شرير.

«احتفالية 30 عاماً»

«الراي» تواجدت في كواليس «مصاص الدماء» والتقت أبطال العمل، إذ تحدّث في البداية الفنان الدكتور عبدالعزيز المسلم، قائلاً: «إن عودة (مصاص الدماء) اليوم ليست مجرد إعادة عرض، بل احتفالية بمرور 30 عاماً على تأسيسي لمسرح الرعب الكوميدي في العالم، وقد سلّمت الإشراف العام للمبدع العزيز محمد الحملي، وأشكره على إخلاصه وشغفه، وعلى تحمله صعوبة إعادة بناء المسرحية بالتعاون مع الفريق كله».

وتابع بالقول: «كما أنشأت متحفاً كبيراً للجمهور يضم خدع الرعب ومقتنياتي النادرة التي قدمتها خلال 30 عاماً».

كما استذكر المسلم عمه عبدالرحمن عبدالعزيز المسلم الذي شاركه في كتابة وإخراج العمل، مضيفاً «ورحم الله النجم الكبير علي المفيدي الذي شجعني وأبدع في دور كبير مصاصي الدماء»، مشيراً إلى أن الفن الصادق لا يموت، والذاكرة الوفية لا تُنسى.

أما الفنان جمال الردهان، فقال: «كان من المفترض أن نعمل من دون مقابل مادي من أجل محمد الحملي... فهو السبّاق في إعادة الأعمال، وأعتبره بالفعل ابني».

ومضى يقول: «إنها لحظات جميلة أن نعود بعد 30 عاماً، وأن نقف أمام جمهور جديد ينتعش به القلب».

من جهتها، قالت الفنانة باسمة حمادة: «بالنسبة إليّ، هذا العرض أشبه بتكريم من (باك ستيج)، وتعبير عن حب الحملي لأعمال الأسطورة المسرحية». واسترسلت حمادة «بكيت حين واجهت الجمهور بدور (بدرية)، وبكيت مرة أخرى من ردود الفعل القوية خلال بعض المشاهد. شعوري لا يوصف حين أسمع الجمهور يردد الحوار والأغاني،

ولا أنسى الراحلين عبدالرحمن المسلم وعلي المفيدي، وأم الجميع أمل عباس، والراحلة هدى أحمد، رحمهم الله».

في غضون ذلك، تحدّثت الفنانة نديمة سنان، قائلة: «حين كلّموني عن العمل قبل شهور لم أستوعب الأمر وكنت متخوفة، إلى أن جاء يوم الجد، فأصبحت من ضمن المشاركين في (مصاص الدماء)».

وعبّرت سنان، عن سعادتها بتجسيد دور «أم سالم» الذي سبق وأن قدمته الراحلة أمل عباس، مردفة: «وكوني أول من يظهر على الخشبة فهذا يجعل المسؤولية كبيرة على عاتقي».

في السياق ذاته، أكد المشرف العام على العمل يوسف الحشاش، أنه بذل جهداً مشتركاً مع الحملي، وفريق العمل ككل، موضحاً أن «مصاص الدماء» أول مسرحية رعب في الكويت والخليج.

وختم الحشاش «اليوم نحصد ثمار هذا التعب في حب الجمهور وتفاعلهم».

«فريق العمل»

المسرحية تحت إشراف عام لمحمد الحملي، ويوسف الحشاش، ومن بطولة عبدالعزيز المسلم وجمال الردهان وباسمة حمادة، بالإضافة إلى عبدالله الخضر، علي الفرحان، جمال الشطي، بدر البلوشي، عماد العماري وحسين المهنا.

كما شارك في التمثيل كل من نديمة سنان وسوزان ضو، ومجموعة أخرى من المشاركين والاستعراضيين.