قبل عشرة أيام فقط من حادث باريس المأسوي الذي أودى بحياتها، كشفت الأميرة ديانا، عن ندمها في لحظة صدق نادرة مع صديقتها المقربة آنذاك روزا مونكتون، التي أفصحت عن هذا السر أخيراً.

فخلال إجازة في اليونان في أغسطس 1997، أفشت ديانا إلى مونكتون بندمها وأسفها الشديدين لمشاركتها في المقابلة المثيرة للجدل مع برنامج «بانوراما» في نوفمبر 1995، معتبرة أنها تسبّبت في ضرر لابنيها الأمير ويليام والأمير هاري.

ونقلت مونكتون، في حديث لصحيفة «بيبول»، كلمات ديانا الحزينة: «أخبرتني بأنها ندمت على ذلك وتأثرت بسبب الضرر الذي ظنت أنه حدث لولديها». كان ويليام يبلغ من العمر 15 عاماً وهاري 12 عاماً فقط عندما بثت المقابلة، التي شاهدها نحو 200 مليون شخص حول العالم.

ووفقاً للمؤرخ الملكي روبرت لايسي، فإن التأثير على ويليام كان بالغاً، حيث وجده مدير منزله في مدرسة «إيتون» جالساً على الأريكة وعيناه حمراوان من البكاء بعد مشاهدة البرنامج.

وفي المقابلة التاريخية، تحدثت ديانا بصراحة غير مسبوقة عن معاناتها داخل الأسرة الملكية، بما في ذلك خيانة الأمير تشارلز مع كاميلا باركر بولز (الملكة كاميلا الآن)، وصعوبات تكيفها مع الحياة الملكية، وتجربتها مع اضطرابات الأكل. لكن الضرر العاطفي الذي خلفته هذه الاعترافات العامة على ابنيها المراهقين أصبح هو الشاغل الأكبر لديانا في أيامها الأخيرة.

ويزيد من مأسوية القصة الكشف اللاحق عن الأساليب المخادعة التي استخدمها الصحافي مارتن باشير للحصول على المقابلة، حيث زوّر مستندات وأقنع ديانا بأن شخصيات في البلاط تتجسس عليها.

ووصفت مونكتون ديانا، بأنها كانت «هشة» و«تحبس كل شيء بداخلها» في تلك الفترة، ما جعلها فريسة سهلة لتأثير باشير. هذه التفاصيل تعيد فتح الجدل الأخلاقي حول ثمن الشهرة الإعلامية والتلاعب العاطفي، خصوصاً عندما يكون الضحايا أطفالاً يكافحون من أجل الحفاظ على استقرارهم في عين العاصفة الإعلامية العالمية.

وتُظهر هذه الذكرى الجانب الإنساني الخالص للأميرة ديانا، التي رغم كل إنجازاتها الخيرية وشعبيتها الجارفة، كانت في النهاية أماً قلقاً على سلامة ابنيها النفسية.

وتبقى هذه القصة درساً مؤلماً حول التداخل المعقد بين الحياة العامة والخاصة، وعواقب تعريض الصراعات العائلية الحميمة لأضواء الإعلام الساطعة، حيث تبقى ندوب المشاعر أطول أثراً من أي عنوان صحافي.