كشف شابان أميركيان من ولاية ميشيغان الأميركية النقاب أخيراً عن أنهما سبق أن رفضا عرضاً سخياً مغرياً بملايين الدولارات عرضه عليهما الملياردير إيلون ماسك قبل نحو عامين، وذلك نظير أن يشتري منهما نموذج ذكاء اصطناعي توليدي (AGI) استوحياه من آليات الدماغ البشري.
وكان الصديقان، ويليام تشين وغوان وانغ، قد بنيا نموذج ذكاء اصطناعي صغيراً مدرباً على مجموعة صغيرة ومختارة بعناية من المحادثات عالية الجودة، وعلماه أن يحسن نفسه باستخدام التعلم المعزز، وهي تقنية يتعلم فيها النموذج بالطريقة التي يتعلم بها الإنسان أو الحيوان من خلال اتخاذ القرارات وتلقي التغذية الراجعة ثم تحسين السلوك من خلال المكافآت والعقوبات. وفي ذلك الوقت، لم يكن أحد تقريباً يقوم بذلك مع نماذج اللغة، باستثناء مجموعة أخرى واحدة كانت تستكشف التعلم المعزز للنماذج اللغوية الكبيرة، وهي «DeepSeek» المنافس الصيني لـ«OpenAI» والذي أثار الرعب لاحقاً في وادي السيليكون.
وأطلق الطالبان الشابان على نموذجهما اسم «OpenChat»، ونشراه كمصدر مفتوح بشكل عفوي. وبشكل مفاجئ، حقق «OpenChat» شهرة واسعة.
وأفاد تشين لمجلة «Fortune» بأنه أصبح مشهوراً جداً، حيث استخدم باحثون في «جامعة بيركلي» و«جامعة ستانفورد» الكود وبنوا عليه وبدأوا في الاستشهاد بالعمل. وفي الأوساط الأكاديمية، أصبح أحد أقدم الأمثلة على كيفية أن يتفوق نموذج صغير مدرب على بيانات جيدة، بدلاً من بيانات أكثر، على وزنه.
ثم وصل إلى مكان لم يتوقعه تشين أبداً وهو صندوق بريد إيلون ماسك. وأرسل ماسك رسالة عبر البريد الإلكتروني من خلال ما كان آنذاك شركته الجديدة «xAI»، التي أرادت توظيف الطلاب في حزمة رواتب بملايين الدولارات، بحسب ما ذكره تشين. كان العرض من النوع الذي يحلم به المؤسسون الشباب.
وقال الطالبان الشابان إنهما ترددا، ثم رفضا العرض. وقال تشين إنهما قررا أن النماذج اللغوية الكبيرة لها حدودها، مضيفاً أنهما يريدان بنية جديدة تتغلب على القيود الهيكلية للتعلم الآلي واسع النطاق. وبدلاً من قبول الصفقة، ترك الشابان الزخم المريح لـ«OpenChat» وراءهما وسعيا إلى شيء أكثر طموحاً بكثير وهو نظام استدلال مستوحى من الدماغ اعتقدا أنه يمكن أن يتفوق على نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية.
وأدى هذا القرار بعد عامين، إلى تطوير وظهور نموذج ذكاء اصطناعي تفوق على بعض أكبر أنظمة الذكاء الاصطناعي في العالم في اختبارات الاستدلال المجرد.
ويؤكد الطالبان أنهما واثقان من أن نموذجهما سيكون الأول في تحقيق الذكاء الاصطناعي العام، وهو ما يُطلق عليه «الكأس المقدسة» في أبحاث الذكاء الاصطناعي حيث يمكن لذكاء الآلة أن يضاهي أو يتجاوز ذكاء الإنسان في أي مهمة إدراكية.
وأشار تشين إلى أن نماذجهما تهلوس أقل بكثير من النماذج اللغوية الكبيرة التقليدية وتتطابق بالفعل مع أداء أحدث التقنيات في مهام التنبؤ بالسلاسل الزمنية مثل التنبؤ بالطقس والتداول الكمي والمراقبة الطبية.
ويعمل الطالبان حالياً على توسيع نطاق HRM ليصبح محرك استدلال للأغراض العامة، مع أطروحة بسيطة ولكنها جذرية وهي أن الذكاء الاصطناعي العام لن يأتي من محولات أكبر، بل من بنية أصغر وأكثر كفاءة.