في مقال تأمُّلي نشره موقع Psychology Today، استعرض كاتبه مفهوم «السعادة الحقيقية» من منظور نفسي وروحاني، موضحاً أنها ليست مجرد لحظات من الملذات العابرة، بل هي شعور مستمر ينطوي على معنى وارتباط وإنجاز.

بدأ المقال بتحديد من قد يخلط بين السعادة الحقيقية والملذات العابرة، خصوصاً في عالم اليوم الذي يغلب عليه الانغماس في الشبكات الاجتماعية والتدفق الفوري للمكافآت.

وأوضح الكاتب أن السعادة المستدامة لها ثلاثة أعمدة رئيسية، هي:

• العلاقات الاجتماعية ذات القيمة (روابط مع أشخاص جيدين).

• الشعور بالكفاءة والتمكن (أن يشعر الفرد بأنه قادر).

• وجود غاية أوسع للذات.

واستند الكاتب في ذلك إلى بحوث علم النفس الإيجابي التي أظهرت أن الأشخاص الذين يركّزون على المغزى بدلاً من اللذة الموقتة حققوا رفاهية نفسية أعمق واستقراراً أكثر في جودة حياتهم.

كما شرح كيف يمكن تحويل النشاط اليومي إلى مصدر سعادة من خلال ممارسات بسيطة: مثل الامتنان، ومراجعة الأهداف الشخصية باستمرار، والمشاركة في أنشطة خدمة المجتمع التي تمنح شعوراً بالانتماء.

وقدم المقال التوصيات العملية التطبيقية التالية لمن يريد أن يحقق السعادة بمعناها الأعمق:

• وضع أهداف ذات مغزى وقابلة للقياس.

• إعادة قراءة الصعوبات والتحديات كفرص للنمو بدلاً من عوائق.

• بناء روتين يومي صغير يُكرّس وقتاً للعلاقات والقيم الروحية أو المجتمعية.

• استكشاف الانضمام إلى مجموعات مجتمعية أو مشاريع تطوعية لدعم الآخرين، ما يعزز الإحساس بالهدف.

واختتم المقال بالتحذير من فخ المقارنات السطحية عبر وسائل التواصل التي قد تخلق شعوراً زائفاً بالسعادة عبر «صور الحياة المثالية»، ما يؤدي إلى اضطراب معنوي. وأضاف أن المؤسسات والمنظمات يمكن أن تدعم موظفيها من خلال خلق بيئات عمل تمنحهم شعوراً بالقيمة والتمكين، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على رفاهيتهم.

ومن بين أبرز النقاط اللافتة في المقال، أن السعادة الحقيقية تعتمد على المعنى، لا اللحظة فقط. وهناك إستراتيجيات نفسية قابلة للتطبيق يومياً لبناء السعادة الأصيلة، إضافة إلى أن المؤسسة المجتمعية والعمل من أجل الغير يمكن أن يساهما في هذا النوع من السعادة.