في مؤشر على بدء العداد العكسي لتعزيز دور الاستثمار الأجنبي المرتقب محلياً، بزيادة تدفق رؤوس الأموال الأجنبية للكويت، وتحويل هذا الدور إلى قوة دافعة رئيسية للنمو الاقتصادي، عقد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، وأحد مؤسسيها، لاري فينك، عشاء عمل مع مسؤولين كبار في مجتمع الأعمال الكويتي، حضره أكثر من 50 قيادياً في قطاعات البنوك والاستثمار والعقار، إلى جانب وزراء سابقين يعملون بالقطاع الخاص حالياً، وقياديين سابقين في الهيئة العامة للاستثمار.
أهمية اللقاء
وما يزيد وهج العشاء مع مسؤولي أكبر شركة إدارة أصول في العالم، وما صاحبه من بناء توقعات متفائلة بخصوص ترجمته مستقبلاً لاستثمارات محتملة، أنه جاء هذه المرة بناء على دعوة مسؤولي «بلاك روك» لشريحة واسعة من صانعي السياسة الاستثمارية والمالية والعقارية بالقطاع الخاص الكويتي.
لكن الأهم حسب ما قالته مصادر حضرت العشاء لـ«الراي»، مفاد الكلمة التي ألقاها لاري فينك خلال اللقاء، والتي قاربت مدتها نحو 10 دقائق حملت اتجاهات عدة يمكن اختصارها في أن «(بلاك روك) منفتحة على الاستثمار في الكويت، وأن هناك اهتماماً كبيراً جداً لدى مسؤولي الشركة بتعزيز هذا التوجه».
زيادة المعدلات
وأضافت المصادر أن لاري فينك قال: «ملتزمون باستقطاب الاستثمار الاجنبي لسوق الكويت وزيادة معدلاته، فالكويت تتغير»، مستنداً إلى الإجراءات والاصلاحات التي اتخذتها الحكومة الفترة الأخيرة والمرتقبة في سبيل تحسين البيئة الاستثمارية وزيادة جاذبية الاقتصاد المحلي أمام المستثمر الأجنبي على مؤشر التنافسية بالمنطقة.
ونوهت المصادر إلى أن غالبية الحضور من مجتمع الأعمال المحلي خرجوا بانطباع إيجابي حول الآفاق التي يمكن ان يفتحها عشاء «بلاك روك» مع قيادات القطاع الخاص المحلي، لأكثر من سبب، فمن ناحية خالف التقليد الدارج لجهة مقدم الدعوة، والتي عادة تصدر من اتحادات ومسؤولين حكوميين أو من شركات محلية على شرف زيارة لاري فينك للبلاد، وليس العكس مثلما حدث هذه المرة، حيث تحولت «بلاك روك» من الضيف لدور المضيف، مضيفة أن تحليل هذا العشاء يعكس أيضاً أن مسؤولي أكبر شركة إدارة أصول في العالم يرون جدية حكومية في التوجه نحو تنفيذ رؤية التنمية لتعزيز إشراك القطاع الخاص بالمشاريع الرئيسية المرتقبة بالدولة.
دراسات دقيقة
وتابعت المصادر أن «نموذج أعمال شركة عالمية بوزن (بلاك روك) لا يعتمد في حساباته على المجاملات، بل تتركز مخرجاته على دراسات دقيقة وتحليلات في استشراف مستقبل الأسواق عالمياً وإقليمياً وما تحمله من فرص، بما يلبي طموحات مساهميها ومستثمريها لجهة نسبة الربحية المناسبة ومعدل المخاطر المقبولة»، مبينة أنه وسط ما يشهد العالم من ضغوطات جيوسياسية على أصحاب الأموال، تبرز الكويت وأسواق الخليج عموماً كخيار إستراتيجي أمام المستثمرين الأجانب، ما عزز ارتياح الحضور للبحث عن أوجه الاستثمار الجاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية.
وذكرت المصادر أن من أبرز الفرص المحفزة في الكويت موجودة في قطاع البنية التحتية بمفهومها الشامل، والذي يضم استثمارات الكهرباء والسكن والترفيه والخدمات والطرق وغيرها، إضافة إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن ما يعزز زخم الاستثمار في هذه المجالات أمام المستثمر الأجنبي أنها تأتي مدفوعة بنهج طموح للدولة لتعزيز الاستثمار الأجنبي وتحويله إلى زخم اقتصادي رئيسي من خلال تحسين بيئة الاستثمار إلى حدود التنافسية المناسبة.
شركات أجنبية
وما يستحق الإشارة أن الكويت شهدت أخيراً زيادة في عدد الشركات الأجنبية التي عبرت عن اهتمامها بسوقها. وآخرها بنك غولدمان ساكس الذي افتتح مكتباً بالكويت في محاولة لتوسيع نطاق الخدمات المقدمة لعملائه في المنطقة وتعزيز وجوده في الشرق الأوسط.
وأضافت المصادر أن إقامة الكويت لشراكات إستراتيجية مع الشركات العالمية الكبرى الفترة الأخيرة لدفع النمو الاقتصادي حسن كثيراً من أساسيات الاستثمار الأجنبي في السوق المحلي، مبينة أن تأكيدات مسؤولي الحكومة في كل مناسبة، على اتخاذ المزيد من التدابير لتعزيز المناخ الاستثماري، بهدف تحويل الكويت إلى مركز للتجارة والاستثمار يوسع فرص البلاد تجاه استقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية الفترة المقبلة.