في خطوة ثورية نحو مستقبل البناء المعماري، كشف تقرير عن تطوير روبوت عنكبوتي عملاق يُدعى «شارلوت» (Charlotte)، ويستطيع بقدرته على بناء منازل كاملة في أقل من 24 ساعة. ويأتي هذا الابتكار لمعالجة التحديات العالمية المتعلقة بنقص الإسكان وارتفاع تكاليف البناء، من خلال تسخير تقنيات الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد.

ويتميز الروبوت «شارلوت» بتصميمه المستوحى من العناكب، حيث يمتلك أذرعاً متعددة تمكنه من الحركة بمرونة على الهياكل غير المكتملة والوصول إلى الزوايا الصعبة. ويستخدم الروبوت مواد بناء متخصصة قابلة للطباعة ثلاثية الأبعاد، ما يسمح له بوضع طبقات متتالية من المواد بسرعة ودقة فائقة، لإنشاء جدران وهياكل متكاملة.

والسرعة الفائقة في البناء التي يعد بها الروبوت «شارلوت» لا تقتصر على الهيكل الخارجي فحسب، بل تشمل أيضاً دمج أنظمة المرافق الأساسية، مثل الأسلاك الكهربائية وأنابيب المياه، أثناء عملية الطباعة. وهذا يقلل بشكل كبير من الوقت اللازم لإكمال المشروع مقارنة بأساليب البناء التقليدية.

ويؤكد مطورو «شارلوت» أن هذه التقنية لا تهدف فقط إلى تسريع البناء، بل أيضاً إلى جعله أكثر استدامة وكفاءة. فاستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد يقلل من هدر المواد، كما أن التصميمات يمكن أن تكون أكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة. ومن المتوقع أن يفتح الروبوت «شارلوت» الباب أمام بناء مساكن ميسورة التكلفة في المناطق التي تعاني من أزمات إسكان، أو في مناطق الكوارث التي تتطلب إعادة إعمار سريعة. ويخلص التقرير إلى أن هذا الروبوت يمثل قفزة نوعية في مجال تكنولوجيا البناء.