أصبح الانتشار السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي يثير مخاوف متزايدة في شأن تأثيرها على الأطفال والمراهقين، وذلك في تكرار للأخطاء التي ارتكبها المجتمع مع «السوشال ميديا».
وعن ذلك، روت كاتبة مقال نشره موقع fortune.com تجربتها الشخصية عندما طلب منها ابنها البالغ من العمر خمس سنوات أن يستخدم تطبيق «ChatGPT» لمعرفة زمن انقراض الديناصورات، فأجاب التطبيق بحماس بأنه العصر الطباشيري.
وعندما سألت ابنها الآخر البالغ من العمر ست سنوات عن وظيفة هذه التقنية، أجاب بإعجاب أنها «تعرف كل شيء»، وهو ما أثار قلق الأم.
ويحذر المقال من أن الجيل الذي ينشأ تحت تأثير سطوة الذكاء الاصطناعي لن يفكر بشكل مختلف فحسب، بل سيقود بشكل مختلف أيضاً. ومع تسارع الشركات لدمج هذه الأدوات في أماكن العمل، يطرح التساؤل المهم عما سيحدث عندما ينمو جيل كامل من دون أن يتعلّم كيفية التغلب على المشكلات بنفسه.
واستذكرت الكاتبة، وهي من جيل الألفية الأوائل، كيف نشأت خلال مراهقتها مع أبناء جيلها تحت تأثير الإنترنت و«السوشال ميديا» من دون حواجز تنظيمية، وأن «فيسبوك» ظهر خلال سنوات الجامعة بوعود براقة، لكن المجتمع لم يدرك حينها أن «السوشال ميديا» كانت تدربهم على الانفصال الوجداني العاطفي وليس التواصل الحقيقي. والآن يتكرر الخطأ نفسه مع الذكاء الاصطناعي، لكن بوتيرة أسرع.
ورأت الكاتبة أن الفرق الرئيسي بين التقنيتين واضح، فإذا كانت «السوشال ميديا» قد سرقت انتباه الأطفال، فإن الذكاء الاصطناعي يخاطر بسرقة إدراكهم، مشيرة إلى أن استطلاع أجرته مؤسسة «Pew» في العام 2024 أظهر أن 58 في المئة من المراهقين يستخدمون بالفعل أدوات الذكاء الاصطناعي في واجباتهم المدرسية.
المقال حلولاً عملية لحماية قدرات التفكير لدى الأطفال، ومن بين تلك الحلول:
1 - تطبيق طريقة «شطيرة التفكير»، وهي التفكير أولاً، ثم استخدام الذكاء الاصطناعي للتعزيز، ثم التفكير مجدداً.
2 - استجواب الإجابات بصوت عالٍ والسؤال عن مصدر المعلومات ومن قد يراها بشكل مختلف.
3 - تشجيع الأطفال على الكتابة قبل الطلب من الذكاء الاصطناعي، ثم مقارنة النتائج.
4 - مقاومة رد الفعل الفوري بتسليمهم الهاتف عندما يطرحون سؤالاً، والسؤال بدلاً من ذلك «ما رأيك؟».
واختتمت الكاتبة مقالها بالتأكيد على أن المعرفة أصبحت سهلة الآن، لكن التفكير هو الميزة الحقيقية، وإذا كان الذكاء الاصطناعي «يعرف كل شيء»، فمهمتنا هي تعليم الجيل القادم ما يستحق المعرفة.