كشفت دراسة كندية رائدة نشرت حديثاً أن تدريباً إدراكياً مكثفاً مدته 10 أسابيع فقط أعاد وظيفة «الجهاز الكوليني الأساسي» وهو– النظام العصبي الذي يتدهور أولاً في مرض ألزهايمر ومع التقدم في السن – إلى مستويات أصغر بعشر سنوات كاملة.

وأجريت الدراسة في «جامعة ماكجيل» تحت قيادة البروفيسور إتيان دو فيلرز-سيدانی، وشملت 92 مشاركاً تجاوزوا 65 عاماً، بعضهم يعاني تدهوراً إدراكياً خفيفاً. استخدموا برنامج «BrainHQ» لمدة 30 دقيقة يومياً، يخفف الصعوبة تلقائياً، ويركز على سرعة المعالجة والانتباه والذاكرة العاملة.

وجاءت النتائج مذهلة وغير مسبوقة على النحو الآتي:

- تحسّن وظيفة الجهاز الكوليني بنسبة كبيرة، قاسها التصوير بالإصدار البوزيتروني PET.

- زيادة سرعة الاستجابة والذاكرة العاملة بنسبة تصل إلى 40 في المئة.

- استمرار التأثير الإيجابي لأشهر بعد انتهاء التدريب.

- تحسّن ملحوظ في المهام اليومية مثل القيادة، التسوق، وإدارة الأموال.

وأكد دو فيلرز-سيدانی: «هذه أول مرة يُثبت فيها تدخل غير دوائي تعزيز هذا النظام لدى البشر، وهو ما كان يُعتقد مستحيلاً سابقاً»، وأضاف: «العقل يشبه العضلة تماماً، يحتاج إلى تحديات مستمرة ومتنوعة، وهذا التدريب يوفر بالضبط ذلك التحدي المكثف».

ويعتمد البروتوكول على مبدأ «التدريب المتقطع عالي الكثافة» الذي يشمل:

- تمارين سرعة معالجة بصرية وصوتية.

- مهام متعددة في وقت واحد.

- زيادة التحدي تدريجياً.

- فترات راحة قصيرة لتعزيز الترسيخ العصبي.

ومن بين فوائد وتطبيقات هذا التدريب:

- وقاية من ألزهايمر والخرف.

- إعادة تأهيل بعد السكتات الدماغية.

- تحسين أداء كبار السن اليومي.

- دمج في تطبيقات الهواتف للاستخدام اليومي المنزلي.

ويدعو الخبراء إلى دمج هذه التمارين في برامج الرعاية الصحية الروتينية، معتبرين أنها بمثابة «النادي الرياضي للعقل» الذي يحمي أثمن ما نملك ويُطيل سنوات الاستقلال الذهني، ويُقلل الحاجة إلى أدوية مكلفة وذات آثار جانبية.