أيقظت مسرحية «منبّه» لفرقة المسرح الكويتي، العروض الرسمية لفعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان «أيام المسرح للشباب» الذي تنظمه الهيئة العامة للشباب، في الفترة بين 17 و22 من شهر نوفمبر الجاري على مسرح الدسمة، برعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، إذ تحتفي هذه الدورة بالفنان القدير سعد الفرج «شخصية المهرجان».

وشهد العرض الرسمي الأول، حضور حشد من الفنانين وعشاق المسرح، يتقدمهم وكيل قطاع الشباب في الهيئة العامة للشباب وليد الأنصاري، ورئيس المهرجان الدكتور محمد المزعل، إلى جانب الكاتبة القديرة ليلى العثمان، ورئيس وأعضاء اللجنة الفنية، وهم: الدكتورة أحلام حسن، الدكتور أيمن الخشاب، والمؤلفة تغريد الداود والمؤلفة فلول الفيلكاوي، والمخرج فيصل العبيد.

«حلم وردي»

وبدأت أحداث مسرحية «منبّه» المأخوذة عن نص «خارج المنافسة» للكاتب فيصل العبيد، في حلم وردي، إذ يدخل بطل العرض (مصعب السالم) في بنك الأحلام، آملاً بتسديد ديونه والقروض التي أثقلت كاهله، وكذلك التحديات التي تواجهه لبناء بيت العمر، ولكنه حتى في الحلم يجد «بلوك» بسبب تراكم الديون.

وفي الحلم أيضاً، يذهب ذلك الشاب المثقل بالديون إلى مكتب عقاري، ليلتقي المهندس المعماري (صالح البحير) الذي يبصق في حديثه مع الحالم أكثر مما يتكلم، في إشارة إلى استحالة تحقيق تلك الأحلام، في حين جسّد الفنان محمد الزنكي أكثر من شخصية، منها «القرين» أو الضمير الحيّ، الذي يرافق الحالم في منامه، ليوقظه من سباته على «منبّه» الواقع المرير الذي يعيشه، بينما قدّم مصطفى محمود شخصية الساخر من تلك الأحلام.

العرض كان صريحاً في فكرته ومباشراً في طروحاته، وأدّى الرسالة بلا فلسفة زائدة، مستنداً إلى نص قوي وأبطال مبدعين، فضلاً عن قطع بسيطة من الديكور، الذي صممه محمد بهبهاني، وقام بتطويعها بأسلوبه الفذ ليستخدمها في أكثر من غرض، مثل السرير والمكتب «وكاونتر البنك» والقضبان الحديدية لزنزانة السجن، وغيرها من العناصر التي خدمت العرض.

وفيما أبدع فاضل النصار في تصميم الإضاءة التي جاءت متناغمة مع كل حالة درامية، مثل اللون الوردي للأحلام السعيدة، والأزرق للواقع المرّ، نجح أيضاً في الإمساك بزمام الخشبة، حيث أدار اللعبة المسرحية باحترافية عالية، وقدمها برؤية معبّرة للغاية.

وبدت الموسيقى والمؤثرات الصوتية لعبدالرحمن الهزيم، متناغمة مع كل مشهد، وكذلك الأزياء لشهد البلوشية، كما لو أنها فصّلت تلك الثياب على قياس الشخوص على الورق قبل أن تتحرك على الخشبة.

العمل بمجمله، كان متكاملاً لناحية الصوت والصورة والإيقاع المتدفق بالروح الواحدة لفريق العمل، ما انعكس إيجاباً على أداء الممثلين.

«فريق العمل»

المسرحية، سينوغرافيا وإخراج فاضل النصار، ومن بطولة مصعب السالم ومصطفى محمود ومحمد الزنكي وصالح البحير، ومن تمثيل: فيصل العلوان وسيد البحراني وحيدر بارون ومهدي الصحاف وعبدالرزاق الداود.

«لجنة التحكيم»

قبيل انطلاق العروض الرسمية، أعلن رئيس اللجنة الإعلامية الزميل مفرح الشمري، عن لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان، وتتألف من: الدكتور علي حيدر (رئيساً)، وعضوية كل مِنْ مشعل الموسى، محمد دحام الشمري، سماح ومحمد الزنكوي.