أطلقت شركة غوغل أخيراً تحذيراً أمنياً بالغ الأهمية لمستخدمي نظام التشغيل «أندرويد» حول العالم، مشيرة إلى أن قراصنة ومجرمي الإنترنت يستغلون تطبيقات شبكات افتراضية خاصة (VPN) مزيفة ومنتحلة لخدمات مشروعة، وذلك بهدف التجسس على المستخدمين وسرقة بياناتهم الحساسة وأموالهم.

ويمثل هذا التهديد خطراً على ما يقرب من 9.3 مليار مستخدم لنظام «أندرويد»، حيث يتم خداعهم لتثبيت تطبيقات خبيثة تعرض أمنهم الرقمي للخطر.

تعتمد هذه العمليات الإجرامية على تكتيكات متطورة، بما في ذلك انتحال علامات تجارية موثوقة لشبكات «VPN» أو استخدام إغراءات الهندسة الاجتماعية، مثل الإعلانات المضللة أو استغلال الأحداث الجيوسياسية، لاستهداف المستخدمين الباحثين عن وصول آمن إلى الإنترنت. وبمجرد تثبيت هذه التطبيقات المزيفة، فإنها تتحول إلى أداة لتوصيل حمولات برامج ضارة خطيرة. تشمل هذه البرامج الضارة سارقي المعلومات (info-stealers)، وأحصنة طروادة للوصول عن بعد (Remote Access Trojans)، وأحصنة طروادة البنكية (Banking Trojans)، التي تعمل على استخراج البيانات الحساسة.

وتشمل البيانات المستهدفة سجل التصفح، والرسائل الخاصة، وبيانات الاعتماد المالية، ومعلومات محفظة العملات المشفرة. هذا النوع من الهجمات يمثل تهديداً مزدوجاً، حيث يستغل حاجة المستخدمين للأمان والخصوصية لسرقة معلوماتهم الأكثر قيمة.

وللتصدي لهذا التهديد، نصحت لوري ريتشاردسون، نائبة رئيس الثقة والسلامة في «غوغل»، مستخدمي «أندرويد» باتخاذ إجراءات وقائية صارمة.

أولاً، أشارت إلى أنه يجب تنزيل تطبيقات «VPN» فقط من مصادر رسمية موثوقة، والتحقق من وجود شارة «VPN» في متجر «غوغل بلاي».

أما ثانياً، فيجب على المستخدمين مراجعة الأذونات المطلوبة للتطبيق بعناية فائقة، مشددة على أن شبكة «VPN» ينبغي ألا تحتاج إلى الوصول إلى جهات الاتصال أو الرسائل الخاصة.

كما نصحت بضرورة الانتباه دائماً لتحذيرات تنزيل المتصفح وإبقاء برنامج مكافحة الفيروسات ممكناً.

بالإضافة إلى تحذير «VPN»، أشار تقرير «غوغل» الاستشاري للاحتيال لشهر نوفمبر إلى خمسة اتجاهات احتيالية أخرى، بما في ذلك عمليات الاحتيال الوظيفية عبر الإنترنت، ومخططات ابتزاز المراجعات السلبية، وانتحال منتجات الذكاء الاصطناعي، وعمليات الاحتيال لاستعادة الأموال، والحملات الموسمية التي تستغل المستهلكين خلال مواسم التسوق الكبرى مثل الجمعة السوداء.

ويؤكد هذا التحذير على الحاجة المستمرة لليقظة الرقمية في مواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة التعقيد.