تثير عائلة الخضراوات الباذنجانية (الباذنجانيات) جدلاً واسعاً في عالم التغذية، حيث يتهمها البعض بالتسبب في تفاقم الالتهابات وآلام المفاصل، بينما يؤكد خبراء على أنها مغذية وآمنة لمعظم الناس.

وتنتمي إلى هذه العائلة النباتية بعض من أكثر الأطعمة شيوعاً في مطابخنا، مثل الطماطم، والبطاطس، والباذنجان، والفلفل الحلو والفلفل الحار (بما في ذلك توابل عديدة). ويتمحور الاتهام الرئيسي الموجه إليها حول مادة «القلويدات»، خصوصاً «السولانين».

ويعتقد البعض أن هذه المركبات الطبيعية، التي تنتجها النباتات للدفاع عن نفسها ضد الحشرات، يمكن أن تسبب التهاباً في الأمعاء والمفاصل لدى الأشخاص الحساسين، خصوصاً المصابين بأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية القوية على هذا الادعاء محدودة للغاية.

وفي الواقع، تحتوي هذه الخضراوات على مجموعة كبيرة من المغذيات المضادة للالتهابات منها:

الطماطم: غنية جداً بمضاد الأكسدة «الليكوبين»، وهو الأمر الذي يرتبط بمحاربة الالتهابات وتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وأمراض القلب.

الفلفل الحلو: مصدر ممتاز لفيتامين C، وهو مضاد قوي للأكسدة وداعم لجهاز المناعة.

الباذنجان: يحتوي على مركب «الأنثوسيانين»، وهو صبغة مضادة للأكسدة تحمي صحة الدماغ والقلب.

البطاطس: توفر الألياف، والبوتاسيوم، وفيتامين B6 (طالما لم تكن خضراء أو تالفة، حيث ترتفع فيها نسبة السولانين).

من الذين قد يتأثرون سلباً؟

• عدد قليل جداً من الأشخاص لديهم حساسية حقيقية أو عدم تحمل للباذنجانيات.

• الأشخاص المصابون بمرض التهاب الأمعاء (مثل مرض كرون) أو أمراض المناعة الذاتية قد يلاحظون تفاقماً في الأعراض.

فإذا كنت تشك في أن هذه الخضراوات تسبب لك مشاكل، فإن الطريقة المثلى هي اتباع «حمية الإقصاء تحت إشراف أخصائي تغذية أو طبيب. امتنع عن جميع الباذنجانيات لمدة 3 إلى 4 أسابيع، ثم أعد إدخالها واحدة تلو الأخرى لمراقبة رد فعل جسمك».

والخلاصة هي أنه بالنسبة للأغلبية الساحقة من الناس، فإن الفوائد الصحية للخضراوات الباذنجانية تفوق بكثير أي مخاطر محتملة، وهي تشكل جزءاً مهماً من أي نظام غذائي صحي ومتوازن.