أسفرت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) الأميركي عن أن نوعاً بسيطاً وغير مكلف من التمارين الدماغية يمكنه فعلياً عكس علامات شيخوخة الدماغ على المستوى العصبي وتحسين الوظائف الإدراكية بشكل ملحوظ لدى كبار السن.

هذا التمرين ليس لغزاً معقداً أو برنامجاً حاسوبياً متطوراً، بل هو التعلم النشط لمهارة إدراكية-حركية معقدة، وأبرز مثال عليه هو تعلم العزف على آلة موسيقية جديدة.

وقسّم الباحثون المشاركين الأصحاء (في الستينيات والسبعينيات من العمر) إلى مجموعات، مجموعة تعلمت العزف على البيانو لمدة ساعة يومياً، وأخرى استمعت للموسيقى فقط، وثالثة مارست تمارين استرخاء. بعد 3 أشهر، أظهرت مجموعة التعلم النشط تحسناً مذهلاً في الذاكرة العاملة، والانتباه، وسرعة معالجة المعلومات.

الآلية العصبية

كشفت فحوصات الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أن أدمغة مجموعة العزف على البيانو أظهرت زيادة في سماكة المادة الرمادية في مناطق مرتبطة بالذاكرة والانتباه (مثل القشرة الجبهية)، وانخفاضاً في الالتهاب العصبي، وتعزيزاً لكفاءة الشبكات العصبية. بشكل أساسي، شَبَّع التعلم النشط الدماغ.

كيف يحسّن التمرين الدماغ؟

• التحدي متعدد المستويات: يجمع بين المهارات الحركية الدقيقة، والتركيز البصري (قراءة النوتة)، والسمع (الاستماع للنغمة)، والتخطيط.

• إنشاء روابط جديدة: يجبر الدماغ على إنشاء مسارات عصبية جديدة (اللدونة العصبية) بشكل مكثف.

• إطلاق الدوبامين: يحفّز الشعور بالمكافأة والتعلم، ما يعزز الاستمرارية.

• بدائل أخرى: أي نشاط يتطلب تنسيقاً حقيقياً بين العقل والجمع ويتضمن منحنى تعلم، مثل تعلم لغة جديدة باتقان النطق، أو الحرف اليدوية المعقدة (كالتطريز أو النجارة)، أو الرقص بأنماط معقدة، قد يحقق فوائد مشابهة.

والمفتاح ليس في التمرين السلبي، بل في الانخراط في أنشطة تعلم جديدة وصعبة تتحدى الدماغ والجسم معاً، ما يعيد برمجة الدماغ المتقدم في السن نحو الشباب والكفاءة.