يعاني الملايين حول العالم من حالة طبية تُعرف بجفاف الفم أو «زيروستوميا»، والتي غالباً ما يُساء فهمها على أنها مجرد جفاف عادي أو نقص في الترطيب.

وتشير تقديرات الجمعية الأميركية لطب الأسنان إلى أن هذه الحالة تؤثر على نسبة تتراوح بين 10 إلى 33 في المئة من النساء، و10 إلى 26 في المئة من الرجال، ما يجعلها مشكلة صحية شائعة ومقلقة في آن معاً. وتُشير بيانات عالمية إلى أن نحو 22 في المئة من السكان يعانون من هذه الحالة.

وينتج جفاف الفم عن نقص في إنتاج اللعاب، وهو السائل الطبيعي الضروري للحفاظ على صحة الفم، إذ يلعب دوراً رئيسياً كحاجز مضاد للبكتيريا، ومرطب للفم، ومنظف للأسنان، فضلاً عن احتوائه على الكالسيوم والفوسفات اللذين يقيان من تسوس الأسنان. وعندما يقل اللعاب، تتفاقم أعراض مثل رائحة الفم الكريهة، تسوس الأسنان السريع، الشعور بالحرقان في الفم، صعوبة المضغ والبلع، تغير في حاسة التذوق، جفاف أو التهاب الحلق، تقرحات الفم، وتشقق الشفاه.

ويحذر أطباء الأسنان من أن تأخر التشخيص قد يؤدي إلى أضرار فادحة في الفم والأسنان، خصوصاً وأن كثيرين يربطون الأعراض فقط بجفاف عابر ناجم عن نقص الماء. ومن بين الأسباب الرئيسية لهذه الحالة:

تناول أدوية محددة مثل مضادات الاكتئاب، أدوية المسالك البولية، وبعض الأدوية النفسية.

العلاج الكيميائي والإشعاعي لسرطان الرأس والعنق، التي تؤثر مباشرة على غدد اللعاب.

التدخين وتعاطي القنب، اللذان يزيدان من تفاقم الحالة.

ويُعتبر التشخيص المبكر من خلال زيارة طبيب الأسنان الخطوة الأولى في خطة العلاج، حيث يمكن للطبيب تقييم شدة الحالة ومدى تأثيرها على الأسنان واللثة. تتراوح العلاجات بين استخدام منتجات متاحة من دون وصفة طبية مثل غسولات الفم، الجل، العلكة، وأقراص المص، إلى تغييرات في نمط الحياة تشمل تجنب بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تزيد من الجفاف.

وفي خضم هذه المعطيات، تظل التوعية بأعراض جفاف الفم وأسبابها، إلى جانب الحصول على العلاج المناسب، أمراً حيوياً للحفاظ على صحة الفم والوقاية من مضاعفات قد تؤثر على جودة الحياة بشكل عام.