أبحرت «أوركسترا فييا دي كولميناربييخو» في أعماق الموسيقى الكلاسيكية الإسبانية الأندلسية واللاتينية، مساء أمس الأحد، برفقة الجمهور الكويتي الذي غاص بالنغم الأخاذ في بحور الجمال والتاريخ والحنين إلى بلاد الأندلس.
فقد أحيت الأوركسترا حفلاً مُذهلاً بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بحضور سفير مملكة إسبانيا لدى دولة الكويت مانويل إرنانديث، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل، والأمين العام المساعد لقطاع الآثار الإسلامية بالتكليف الشيخة الدكتورة العنود الإبراهيم الصباح، إلى جانب عدد من السفراء والدبلوماسيين ومحبي الموسيقى الكلاسيكية.
وافتتحت الأوركسترا حفلها بإحدى أشهر مقطوعات «رقصة الباسودوبلي»، وعنوانها «حسرات إسبانية» للمؤلف أنطونيو ألفاريز، وهذه الرقصة ولدت في قرطاجنة، وارتبطت طويلاً بأجواء الاحتفالات ومصارعة الثيران.
ثم غمرت المسرح بمختارات من «الرقصات الإسبانية الاثنتي عشرة» لانريكي غرانادوس، والتي تضمنت رقصات تقليدية مثل «أندالوثا الأندلسية»، المشبعة بألوان الفلامنكو، إلى جانب «الثومبرا» وهي رقصة مدينة غرناطة التي تحمل ملامح من الإرث الأندلسي – العربي، و«الفاندانغو الحيوي» الذي انتشر لاحقاً بين شعوب أميركا اللاتينية.
كذلك، قدمت الأوركسترا أعمال الموسيقار المعروف مانويل دي فايا، حيث استعارت من مؤلفاته مقتطفات من «سبع أغانٍ شعبية إسبانية» إلى جانب «الرقصة الإسبانية الأولى» من أوبرا «الحياة قصيرة» واختتمت الأوركسترا رحلتها بالتجوال في مدينة كولمينار بييخو مع نشيدها المحلي «خوتا كولمينار بييخو» الذي يتضمن تحية للمدينة التي تحتضن هذه الأوركسترا.
«تستحق الاكتشاف»
وكان السفير الإسباني إرنانديث، أكد قبل انطلاق الحفل بأن إسبانيا بلد يعرفه ويحبه كثير من الكويتيين، «غير أن ثقافة بهذا العمق التاريخي لا تزال تحمل الكثير ما يستحق الاكتشاف».
بينما قالت المديرة الفنية والمؤسس المشارك للأوركسترا بياتريس أموروس، إن «فييا دي كولميناربييخو» تعد اليوم من أبرز الفرق الموسيقية في الساحة الإسبانية، و«يشارك عازفونا أيضاً في العزف مع كبرى الأوركسترات في أنحاء أوروبا».